تحذير من تدمير أسلحتنا الكيماوية
على ظهر سفينة أمريكية ...
انطلاقا من أن الولايات المتحدة الأمريكية يستحيل عليها أن تقوم بعمل لوجه الله تعالى أو بدافع إنساني, لأنها بالأساس لا تؤمن بأن الله قوة حقيقية , فهو دافع وهمي تخيف به الأطفال ومن تعتقد أنهم متخلفين عقلياً من أبناء المسلمين، وشعوب العالم الثالث ، في أمريكا اللاتينية وأسيا وأفريقيا , كما أن الإنسانية هي صفة الضعفاء والبلهاء , من الذين لم يدرسوا فكر آدم سميث أبو الرأسمالية في المنفعة والمصلح والذرائعية ،وأثرها على تفوق الغرب وانحطاط العرب والمسلمين .
حيث عندهم لا رحمه في قلب الرأسمالي , لأن قلبه" بلاستيكي "خالي من المشاعر والعواطف التي هي من صفات المعوَّقين والبلهاء , و هذا لا يستقيم مع الفكر السياسي "الليبرالي" الحر .
مما تقدم نستطيع أن نجزم بأن للولايات المتحدة أغراض أخرى لا تستقيم مع النظرة الإنسانية والأخلاقية , بل تندرج في إطار مصالح أمن الولايات المتحدة القومي , وفوائد ربحية تحققها شركاتها العالمية , الحاكم الحقيقي فيها وصاحب القرار الأخير , قبل أن يصدر البيت الأبيض قراره بالقبول أو الرفض فيما يخص العلاقات الدولية .
البعض يفترض جدلاً أن الولايات المتحدة ترغب بإتلاف السلاح الكيماوي السوري خدمةً لإسرائيل , لأن السلاح الكيماوي كان يحقق توازن استراتيجي مقابلاً للسلاح النووي التي تحوزه الترسانة النووية الإسرائيلية .
إن هذا الافتراض مجافي للحقيقة السياسية , وهي أن الولايات المتحدة لم تعد ترغب بدور إسرائيلي مسيطر في منطقة الشرق الأوسط , ومحققا تفوق استراتيجي على ما كان يطلق عليهم دول الطوق ومن ورائها العالم العربي والإسلامي المهزومين , حيث تسعى الولايات المتحدة إلى إحداث شطب لتنظيم " سايكس بيكو " الذي خطط حدود الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الأولى وسقوط الدولة العثمانية , واقتسام مخلفاتها ،وهذا كان من نتائج المسألة الشرقية , وتركة الرجل من أسموه المريض .
إن الولايات المتحدة تسعى الآن ومنذ العهد البوشي الثاني إلى إحداث شرق أوسط واسع يضم دول " سايكس بيكو " مضافاً إليها الكيانات الإسلامية المحيطة بهذا الشرق الأوسط أو المتصلة به من الغرب الموريتاني إلى الشرق الصيني خدمة لمصالحها, وهذا ما صرح به علناً بوش الثاني ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس , ووزير دفاعه مانسفيلد , وهذا ما أكد عليه الرئيس المبرمج "المكود" كومبيوترياً السيد " باراك أوباما " في فحوى خطبته على منصة جامعة القاهرة , وفي العاصمة التركية أنقرة , بعد أن تولي مسؤولية القيادة النظرية في الولايات المتحدة , ومن ورائه فعلياً قوى الضغط الحاكمة , والحقيقية التي أحدثت هذا الخرق, وأتت بهذا الرئيس العجيب الذي يصلح لكل المهام في السلم والحرب , كما يمتلك موهبة الخطابه وسرعة الفهم والإدراك لتعليمات من صَّنعه , فهو كما يقول الشاعر العربي، مكر مفر مقبل مدبر معاً , فهو لا يخجل من تكرار التصريحات ولعقها ومخالفتها ونسفها وتبديلها , فسبحان من هيأه ليكون رجل كل المناسبات والأحوال والظروف , حسب تعليمات أصحاب القرار الحقيقيين في الولايات المتحدة من جمهوريين وديموقراطيين .
إذن الولايات المتحدة لم يعد يهمها الدور الإسرائيلي العدواني السابق , فلقد أصبح والحمد لله العراق مطبخ للسياسة الأمريكية وأغناها عن الدور الإسرائيلي , فهي قادرة على أن تعد في هذا المطبخ كل ( الطبخات ) السياسية وأن تختار النكهات والأذواق , وهذا ما أغاظ إسرائيل حيث أحيلت إلى التقاعد عن دورها السابق , وعليها إما أن تندمج في الشرق الأوسط على آثر مخلفات "سايكس بيكو" , في ما يسمى الشرق الأوسط الجديد ، أو الاتحاد من أجل المتوسط، هاذين المخططين هما برعاية أوربية كاملة أو رعاية فرنسية محدودة و رضا ألماني , أو تختار مصير مجهول لم يحدد حتى الآن , فيما إذا تمكنت الولايات المتحدة من تطوير " سايكس بيكو " إلى شرق أوسط واسع ، بنكهة إسلامية على الطريقة التركية , ليكون وجود شرق أوسط بمساحة سنيه مضاد للوجود الشيعي في طهران ومحجماً له على أقل تقدير , ليترك دوره " الإيديولوجي " ويعود إلى عهد الشاه، من خلال دور مصلحي وطني ، ولكنه ليس إقليمي يرشح من خلاله نفسه لدور دولي .
وبهذا يكون الدور الإستراتيجي للسلاح الكيماوي السوري مقابل السلاح النووي الإسرائيلي دور معطل فات عليه الزمان كثيراً ، مصدقاً لقول "ماوتسي تونغ "لا يعدوا أن يكون السلاح النووي نمراً ولكنه من ورق", فلا إسرائيل قادرة على استعمال السلاح النووي , ولا سوريا قادرة على استعمال السلاح الكيماوي , لأن النظام الدولي الغربي الرهيب قد سحب مفعول كل هذه الأسلحة، عندما احتفظ " بالصاعق" في سيطرته مع صندوقه الأسود النووي , الذي يحمله كل من " أوباما وبوتن " , لأن كل دولة ليست في نادي ( مافيا الكبار ) غير قادرة على استعمال الأسلحة غير التقليدية أو التلويح الجدي بذلك , فالولايات المتحدة وأوربا وروسيا الفاعلين الأساسيين , ومن ورائهم الصين واليابان ما زالتا تراقبان من الثقوب " الدراخيش " طمعاً في المشاركة المستقبلية لقيادة النظام الدولي الجديد .
ـ طالما أن إسرائيل ودول العالم العربي والإسلامي غير قادرين حسب الظروف الدولية المسيطرة, على استعمال الأسلحة غير التقليدية , فلماذا يتآمر الأمريكان وبرضا الروس على تجريد سوريا من سلاحها الكيماوي، وخاصة عندما روَّجت الولايات المتحدة أن هناك استحالة لإتلاف هذا السلاح فوق أراضي أي دولة آخرى , علماً أن الولايات المتحدة والدول الأوربية عندما تقصد حقيقة فإنها تستطيع أن تدمر هذه الأسلحة في أي بلد يحكمها طاغية مستبد ،وبدون معالجة أولية لسمومها لفرز الضار عن النافع , أو تدفنها في بلاد راقية بعد إجراءات المعالجة الصحيحة , حيث دفنت الولايات المتحدة منذ عام 1969 في خمسين ولاية من ولاياتها مخلفات أسلحتها الكيماوية التي انتهى مفعولها , بعد أن سحبت الخير الموجود فيها عن طريق معالجتها الكيماوية الراقية .
ــ حيال ذلك لا نستطيع إلا أن نتوصل إلى أن الولايات المتحدة , عندما سدت كل طرق التدمير البري , وضعت كل دول العالم في ظروف ترفض هذا التدمير على أراضيها , فطرحت مختارة التدمير على ظهر سفينة عائدة لها في عرض البحر بطريقة "التحليل المائي" ،حيث تستعمل مواد إضافية لإزالة فعالية غاز الخردل وغاز السارين, وهنا تكمن الخطورة عندما تتسلم الولايات المتحدة هذه الكميات الضخمة من المواد الكيماوية , قيل حوالي /1000/ طن, وتعالج هذه المواد على ظهر سفينتها الغراء , وتسحب خير كل هذه المواد التي دفع الشعب السوري من دمائه وعرقه حتى امتلكها , وتحلل هذه المواد إلى عناصرها الأصلية الأساسية حسب معادلة الانتاج الصناعي ، ثم تصنع منها أنواع المبيدات الحشرية والسموم الصالحة للاستخدام السلمي , وترمي النفايات غير المنتجة في البحر .
أحذر من مخطط أمريكي يستهدف الإستيلاء على موادنا الكيماوية بحجة إتلافها , والحقيقة غايته تحويلها إلى مواد نافعة تفيده بمليارات الدولارات , وأحذر الهيئة العامة للطاقة الكيماوية الدولية بأن عليها أن تراقب عمليات الولايات المتحدة في الإتلاف , وعلى الروس أن يحافظوا على الأمانة التي عهدت فيها سوريا إليهم حتى يراقبوا عمليات الإتلاف , وأن لا يتواطئوا مع الولايات المتحدة والعالم الأوربي على الاستيلاء على سلاحنا الكيماوي , والاستفادة منه في صناعاتهم الحيوية والدوائية والبيئية وإتلاف النفايات غير القابلة للتحويل الصناعي فقط .
3 /12/2013
https://www.facebook.com/you.write.syrianews