news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
إن لم نهتم بأفكارنا وننميها فسوف ترتد وبالاً علينا وعلى مجتمعاتنا... بقلم : عادل علي

السائد بين العلماء أن الله عز وجل خلق الخير ولم يخلق الشر وإنما الشر هو ناتج انعدام الخير كما إن الظلام هو ناتج انعدام النور والأسود هو ناتج انعدام اللون وكذلك كل الأشياء القبيحة هي ناتج انعدام الأشياء الحسنة فمتى انعدم الكرم وجد البخل ومتى انعدم المحبة وجد البغض وهكذا دواليك .


لذلك على الإنسان أن يكون حزرا من أفكاره يراجعها دائما وينميها ويهتم بها وان لا يكون اهتمامه منصب فقط بتغذية جسمه وإنما عليه تغذية روحه وعقله وفكره باستمرار عن طريق العلم والمعرفة التي هي الشعاع والنور الذي يبيد ظلام الجهل والشر

فأفعالنا وتصرفاتنا هي نتاج أفكارنا فالقاتل مثلا عندما يطلق الرصاص على شخص ويقتله لا نقول بان الرصاصة هي التي قتلت الشخص ولا نقول أيضا بان يد القاتل الذي ضغط على الزناد هي من قتلت وإنما من قتلت هي في الحقيقة الفكرة التي نشأت وكبرت ونضجت في دماغ القاتل حتى تحولت من مجرد فكرة إلى فعل شرير فلو كانت أفكاره سليمة لانعكس على أفعاله

ومن هنا تأتي دور وأهمية العلم والمعرفة في ترويض الأفكار الشريرة وتجميلها وتهذيبها واهتمام الإسلام بالعلم لم يكن من فراغ فالإسلام جعل العلماء ورثة الأنبياء يقول الله عز وجل ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) ويقول أيضا في كتابه العزيز ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( اطلبوا العلم ولو في الصين )

وذلك لأهمية العلم والفكر والمعرفة في حياة الإنسان فلو صلح علمه وفكره لصلح أفعاله وأعماله فالفكر أعظم من السلاح والقلم اقوى من الرصاص واللين يحقق نتائج اكبر مما يحققه القوة ومن يدرس الجغرافية يجد بان الجبل الشامخ الذي يصمد في وجه اعتى العواصف وأقواها تخرقها قطرات من الماء عبر السنيين

وسلاح الحوار أمضى من سلاح الرصاص ومن هنا يجب على الحكومة أن تحاور شعبها ويجب على الشعب أن يحاور حكومته وعلى الزوج أن يحاور زوجه وعلى الإنسان أن يحاور نفسه وغيره من بني جلدته ليصل إلى السكينة والطمأنينة والسلام مع نفسه ومع غيره

وعلينا أن نتحاور حتى مع الإرهابي لان الإرهاب هو ضحية ونتيجة وليس سبب ، ضحية للأفكار الضالة ونتيجة لتقصيرنا في إمداده بالأفكار السليمة ووفقا لقانون السببية كل سبب لابد أن يكون له مسبب فان لم نهتم بأفكارنا وننميها سوف تكون وبال علينا فالاهتمام بالفكر والمعرفة والعلم هو خلاصنا وفيها نجاتنا وما يؤخذ بالفكر والحوار لا يؤخذ أبدا بالدم والبارود .

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews

2014-01-26
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)