لا شك في أن الجامعات منذ نشأتها قامت لتكون منارة للعلم. كما أن جميعنا يتفق على أن للجامعات دورين حيويين غاية في الأهمية هما: التعليم والبحث العلمي.
انحرفت الجامعات في مهمتها التعليمية منذ أن أُخضعت لسيطرة السياسية ولعبودية رأس المال. ومؤخراً بدأ الانحراف يجتاح البحث العلمي بشكل خطير ومقلق. لم يكن البحث العلمي يوماً رفاهية، بل هو ضرورة تنبع من احتياجات المجتمع والدولة كإحدى الوسائل الرئيسية في تحقيق التطور وبناء الحضارة. عندما تصبح غاية البحث العلمي هي النشر في مجلات "محكمة " حتى لو كانت غير مقروءة، بغية إضافة سطر جديد إلى ملف السيرة الذاتية و/أو قبض المكافأة البحثية و/أو الترفيع ضمن السلم الإداري، فهذا يعني انحرفاً كلياً عن المساق الحقيقي للبحث العلمي.
بينما نرفع شعار "ربط البحث العلمي والجامعة بالمجتمع " ينبغي ألا يبقى في طور الشعارات بل يجب وضعه موضع التطبيق، وقد سبقتنا الشعوب إلى ذلك منذ أمد بعيد. المجتمع مليء بالمشاكل التي تحتاج إلى حلول ناجعة. بدلاً من أن نركز جهودنا في a أو نستجدي في ما نشر من قبل دول العالم الأخرى من مشاكل علها تسعفنا، لا لنحلها و إنما لنستعين بها في الخروج بمادة صالحة للنشر في أحسن الحالات في المجلات المحلية أو الهندية سيئة السمعة. باختصار البحث العلمي في بلادنا: جهد ضائع، مال مهدور، وقت غير مستثمر.... أما المخرجات فهي:
بحث علمي فاسد، ترفع إداري مخزٍ، مستوى علمي وثقافي وأخلافي معيب بحق من يفترض أن يوصفوا بـ "العلماء ". نعيب على طلابنا أنهم يلهثون وراء الشهادة الجامعية، كمفتاح للعمل أو المكانة الاجتماعية، ولا يريدون أن ينهلوا علماً... نعيب على جامعاتنا أنها أصبحت أكشاكاً لتوزيع الشهادات ولم تعد منارات للعالم... أفلا نعيب على أنفسنا أننا أفسدنا قدسية البحث العلمي؟
https://www.facebook.com/you.write.syrianews