إن العيد مناسبة
سعيدة ترفرف معها القلوب في حدائق البهجة والسرور، فهو رمز الفرح والحبور ويحلو فيه
ما لا يحلو في غيره من بسط النفس وترويح البدن،
والنفوس بطبعها محبة لمناسبات الفرح والسرور الخاصة والعامة، ورعاية لهذا الميل النفسي فقد جاءت شريعة الإسلام بمشروعية عيدي الفطر والأضحى؛ عيدين مشروعين في العام، وشرع الله فيهما من التوسعة وإظهار السرور ما تحتاجه النفوس،
وإذا التفتنا إلى ما عندنا من الأعياد؛ فسنجد الشيء الكثير، فلكل مناسبة قومية عيد، ولكل فصل من فصول العام عيد، وللأم عيد وللعمال عيد وللزراعات عيد لرأس السنة عيد وللميلاد عيد وهكذا ، حتى يوشك إلا يوجد شهر إلا وفيه عيد خاص، وكل ذلك من ابتداع الإنسان
قال الله تعالى: { ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون [الحديد : 27] } ولهذا فإن مواعيدها تغيرت على مر السنين بحسب الأهواء السياسية والاجتماعية، ويقترن بها من الطقوس والعادات وأنواع اللهو ما يطول سرده،
ومن الأعياد في العالم اليوم أعياد ، كعيد القديس (برثلوميو)، وعيد القديس (ميكائيل) وعيد القديس (اندراوس) وعيد القديس (فالنتاين) وهكذا،
ويصاحب هذه الاعياد مظاهر عديدة ، وإيقاد الشموع، والذهاب للكنيسة، وصناعة الحلوى الخاصة، والأغاني المخصصة للعيد بترانيم محددة، وصناعة الأكاليل المضاءة، وغير ذلك.
ثم صار من عادات الناس إن يقيموا عيداً سنوياً لكل شخص يتوافق مع يوم مولده { عيد ميلاد } ، بحيث يدعى الأصدقاء ويصنع الطعام الخاص وتضاء شموع بعدد سنين عمر الشخص المحتفل به، إلى آخر ما هنالك، وهذا الامر ابتداع!!.
رغم ذللك نجامل الآخرين بالاحتفال أو المشاركة أو التهنئة في أعياد مثل: عيد رأس السنة، عيد الكريسماس، عيد النيروز، عيد الحب، عيد الأم، عيد الميلاد، عيد الزواج.... الخ.
ونتيجة انتشار وسائل الاتصالات الحديثة والانفتاح الإعلامي الواسع بين كافة الشعوب حتى أصبحت بعض الشعائر والعادات تنقل مزخرفة مبهرجة بالصوت والصورة الحية من بلادهم إلى بلادنا عبر الفضائيات والشبكة العالمية –الإنترنت .
وهنا لنا وقفة على ما يسمى (عيد الحب)، وأما اسمه الأصلي فهو عيد القديس "فالنتاين " (VALENTINE,S) وقد حدد في اليوم الرابع عشر من شهر فبراير شباط من العام الميلادي،.
وعيد الحب هذا انتشر في البلاد العربية والإسلامية وعلا صيته بين أواسط الشباب عامة والمراهقين منهم خاصة ذكوراً وإناثاً، واقترن بشهر (( شباط ـ فبراير)) كلازمة من لوازمه، فهو عيد يدعو ظاهراً إلى المحبة والتواد والإخاء، وباطناً يدعو إلى اشياء أخرى، وفرصة للتجار لبيع منجاتهم من الهدايا الملونة بالون الأحمر .
يعتبر عيد الحب ــ فالنتاين ــ من أعياد الرومان الوثنيين، إذ كانت الوثنية سائدة عند الرومان قبل ما يزيد على سبعة عشر قرنا. وهو تعبير في المفهوم الوثني الروماني عن الحب الإلهي. ولهذا العيد الوثني أساطير متعددة استمرت عند الرومان، وعند ورثتهم.
جاء في الموسوعات عن هذا اليوم أن الرومان كانوا يحتفلون بعيد يدعى (لوبركيليا) في 15 فبراير من كل عام، وفيه عادات وطقوس وثنية؛ حيث كانوا يقدمون القرابين لآلهتهم المزعومة، كي تحمي مراعيهم من الذئاب، وكان هذا اليوم يوافق عندهم عطلة الربيع؛ حيث كان حسابهم للشهور يختلف عن الحساب الموجود حالياً، ولكن حدث ما غير هذا اليوم ليصبح عندهم 14 فبراير في روما في القرن الثالث الميلادي.
وفي تلك الآونة كان الدين المسيحي في بداية نشأته، حينها كان يحكم الإمبراطورية الرومانية "الإمبراطور كلايديس الثاني "، الذي حرم الزواج على الجنود حتى لا يشغلهم عن خوض الحروب، لكن القديس (فالنتاين) تصدى لهذا الحكم، وكان يتم عقود الزواج سراً، ولكن سرعان ما افتضح أمره وحكم عليه بالإعدام، واثناء وجوده بالسجن.
وقع في حب ابنة السجان ، وكان هذا سراً حيث يحرم على القساوسة والرهبان الزواج وتكوين العلاقات العاطفية، حيث عرض عليه الإمبراطور أن يعفو عنه على أن يترك النصرانية ليعبد آلهة الرومان ويكون لديه من المقربين ويجعله صهراً له، إلا أن (فالنتاين) رفض هذا العرض وآثر النصرانية فنفذ فيه حكم الإعدام يوم 14 فبراير عام 270 ميلادي ليلة 15 فبراير عيد (لوبركيليا) ، ومن يومها أطلق عليه لقب "قديس ".
وأصبح العيد في 14 شباط اسمه عيد القديس (فالنتاين) إحياء لذكراه؛ لأنه فدى بروحه وقام برعاية المحبين، وأصبح من طقوس ذلك اليوم تبادل الورود الحمراء و صور (كيوبيد) المتمثل بطفل له جناحان يحمل قوساً ونشاباً، وهو إله الحب لدى الرومان .
https://www.facebook.com/you.write.syrianews