عندما يُسأل المقاتل الشريف في المعركة عن حلم حياته ؟ فسيكون جوابه دون أدنى شك نيل شرف الشهادة في ميدان القتال .
هكذا كان حال الدكتور عصام الزعيم رحمه الله ... ترجل من عن هذه الدنيا في ساحة القتال في ميدان العلم وهو إلى آخر لحظة من حياته يقدم علمه الذي كلفه أربعون عاماً من الاغتراب في شتى أصقاع العالم ، قدمه من كل قلبه لوطنه الأم الذي لم يحمل سوى جنسيته السورية رافضاً أن يحمل أي جنسية أخرى بالرغم من المغريات التي قدمت و أتيحت له ، فتحقق الحلم الذي كان يرنو إليه هذا المقاتل وكان له وبفضل الله تعالى ما أراد ودفن تحت طيات ثرى البلد الذي لطالما افتخر به و عشقه .
أحببت أن أذكر من نسي ... برجلٍ اسمه عصام الزعيم ... له قصة طويلة مع عشق الوطن ، قصة أطول من أن تذكر في مقالٍ أو رثاء ، قصة تحتاج إلى كتب لسردها .
أحببت أن يذكر الجميع عصام الزعيم وهو الذي لم يكن يُذكر في حياته إلا بالخير و أن يترحّم عليه الجميع في ذكرى رحيله الثالثة 14/12/2007 بالرغم من ثقتي و إيماني بأن الرحمة تحاوطه في برزخ الآخرة ، وكيف لا وقد أدى رسالته في الدنيا وقدم العلم الذي يُنتفع به من دراسات و أبحاث وكتب قيمة .
أن عصام الزعيم رحل بجسد مثقل بهموم الوطن ولكن إرثه من العلم والثقافة باقٍ ليس في طيات كتبه ودراساته وأبحاثه فقط وإنما في ضمير كل غيورٍ على وطنه الذي ولد من رحمه ... من رحم سورية الأبية .
نِِعْمَ الخال و الأب كنت رحمك الله ... يا من أثبت لي بالفعل وليس بالقول أن حب الوطن يبدأ من حب الأسرة .
رحمك الله يا خالي ... رحمك الله يا د.عصام الزعيم .