قصيدتي في هيامي ...
أحب أن أمارس طفولتي
على صدر حبيبتي أزحف فوق أهضابها
أبكي ثم أضحك وأتكلم باللغة البدائية

ليس لها طعم ولا لون
مثلي هي بداية الأبجدية
اختبأ من غضب أمي حين أقع فوق ورود المزهرية
أغضب أنفجر من البكاء
أعزز بكائي باحمرار وصريخ

أن حال بيني وبين صدر حبيبتي ثوبٌ أو رداء
أعذبها حين أحاول أن أنام
أرهقها تعباً وهي تغني
أعرف أنها لن تبعد عني
حتى تطمئن أني سافرت مع الأحلام
يعجبني حين أرميها بدفاتري وطباشيري وأقلامي

وأنثر فوق سريرها ألعابي الورقية ومراكبي الخشبية

طفولتي معها سر سعادتي
أغار على جيدها من عقد جامد
لا يشبه طفولتي يفجر معه عداوتي
فأنا كثير الحركة كثير الشعور
على الأغصان المتراقصة تعيش الطيور

من رأى فيما رأى اللؤلؤ والحرير تشرب من الصدور ؟
ألعب أتراقص أحط رحالي من نهدٍ إلى نهدْ
فلولا حبات العنب ما غرد بالكرم عصفور
ولولا الرياح ما كان للشواطئ بحور
أراها في خزانة ثيابي

تفوح من بين خيوط قمصاني

زهر وعطر وريحاني
كأنها أزهارٌ في بستاني
عجباً حين يثمر الورد بثواني
أشم عطرها أنفاسها
على الأبواب ومن خلف نافذتي

يتسرب طيفها يتسلل فوق مخدتي
يستلقي على سريري يداعب أحلامي
يمسك بثيابي يغتسل بأشيائي

مبعثر في أوراقي
يخرج من شعري
يهبط من حبري
يتقطر من أقلامي
أو يرشح من جدراني
الهيامُ أصبح هيامي

أغار عليها من نظرات القمر
وصوت العصافير والبلابل
المنتظرة على أغصان الشجر
أغار لو سكن بعينيها غير طفولتي
وجنوني ومراهقتي ورجولتي

أغار على عينيها لو أغمضتها من دعابات المطر
أغار على شفتيها لو أطبقتها على حبات المطر
أغار ...أغار.. فلست خشباً ولست حجر

https://www.facebook.com/you.write.syrianewss