وجهت إدارة مهرجان دمشق السينمائي الدعوة للفنانة هيفاء وهبي لتحل كضيفة شرف .. على دورته الـــ 18 هذا وقد أعدت لها إدارة المهرجان استقبالاً يشبه استقبال الفاتحين .. فمنذ وصولها لمطار دمشق الدولي  وحتى  وصلوها لدار الأوبرا مكان المهرجان كانت مظاهر الترحيب المبالغ فيه هي السمة الغالبة على هذا الاستقبال الحافل .

 ولست أدري كيف تم اختيار هيفا لتوجه لها الدعوة , من بين كبار الفنانين العرب والأجانب لكي تكون ضيفة شرف .!! فليس غريباً في كون هيفا ضيفة شرف فحسب , بل الغريب هو هذا التغيير المفاجئ تجاه هيفا وأخواتها من المطربات المغضوب عليهم سورياً .

حيث أن نقيب الفنانين في سوريا قد وضع الفنانة هيفا ضمن القائمة السوداء وذلك بالقرار الذي اصدره في/ 2007 /  والذي منع بموجبه هيفا من الغناء في سوريا حيث قال في تصريح لصحيفة الحياة اللندنية .

(( إن قرار المنع جاء نتيجة للتلوث الأخلاقي الذي يسببه الغناء الذي ينتمي الى العري أكثر من انتمائه لفن الغناء )) والكلام هنا لنقيب الفنانين الأسبق في سوريا .

وفي تصريح مماثل للسيد اسكندر ميا ،مدير مهرجان "المحبة" في محافظة اللاذقية في سوريا، (( إن هيفاء ليست ضمن قائمة الفنانين المدعويين للمهرجان وأنه تم إلغاء حفلتها المقررة وتم إبلاغ وكيل أعمالها بذلك.))

أما السيد محمد الأحمد مدير السينما في سوريا برر دعوته لهيفا بأنها فنانة عالمية واستشهد بما رآه في مهرجان (( كان الفرنسي )) من اهتمام لدى الصحافة بوجودها . مشيرا الى أن من اعترض على وجودها.. يتمنى أن يأخذ صورة معها . (( الكلام هنا للمدير العام للسينما محمد الأحمد )) .

مع العلم أن تاريخ الفنانة هيفا وهبي خلال مسيرتها الفنية هو فلم وحيد . يدعى  (( دكان شحاته )) وعشرات الأغاني و الكثير من الاعلانات التجارية.

 وهنا يجب علينا أن نتوجه بالسؤال للسيد محمد الأحمد ..

هل هذا التاريخ الفني الكبير ليهفا هو الذي جعلك أن تدعوها لكي تكون ضيفة شرف؟؟

هل هو صوتها الأخاذ الذي يأسر الأفئدة والألباب ؟؟

لكن لا ...   فأنا متأكد من خياراتك يا سيدي. لقد اخترت هيفا ضيفة شرف ليس لكل ما ذكر , ولكن لكي يكون مهرجان دمشق الـــ 18 حديث وسائل الاعلام وبذلك يكون لوجودها هدف تسويقي بحت .

ولكن للأسف يا سيد المهرجان لقد غادرت هيفا الحفل باكرا ًفهي تخاف على نفسها من المعجبين الذين كانوا ينتظروها خارجاً وسقطت الحملة التسويقية التي كنت تصبو إليها .. وسقط معها كل ما كنتم تتشدقون به عن  (( الفن الراقي )).

أما إذا ما قارنا ضيفة شرف مهرجاننا الــ 18 مع ضيف الشرف في مهرجان القاهرة الـــ 33 نلاحظ الفرق واضح وليس ذلك بغريب فهناك خبرة تعادل الضعف .

لقد اختار مهرجان القاهرة الفنان العالمي (( ريتشارد غيير )) ليكون ضيف شرف فهو من أضاف للمهرجان بحضوره وليس العكس .

فلهذا الفنان الكبير رصيد كبير وتاريخ تشهد له جميع دور العرض العالمية .  ففي رصيده أكثر من ثلاثون فيلما ً إضافة للمسرحيات العالمية . والكثير الكثير ..

فيكفي أن يذكر اسمه في مهرجان عربي , كضيف شرف حتى يكون لهذا المهرجان صفة العالمية . فالمصريون عرفوا من أين تؤكل الكتف , أما نحن عرفنا كيف تؤكل كتفنا ..

 وأنا لا اقارن مهرجان دمشق السينمائي بمهرجان القاهرة ... فالفرق كبير وواضح, ولكني أنا وغيري ممن يكنون لك كل الاحترام والتقدير , نخشى ان تكون هيفا في الدورة الـــ 19 أحد اعضاء لجنة التحكيم الى جانب كل من (( دانا وروبي والفنانة نجلا )).