نعم هللنا وانتشينا فرحا وطربا على أنغام القرار القاضي باستضافة دولة قطر الشقيقة لكأس العالم 2022 ولكن هل كان من الغريب أن تحظى قطر بملف الاستضافة ؟
لطالما عودتنا هذه الدولة الصغيرة على الانجازات الكبيرة، وهذا ما أكده أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أن قطر قادرة على تحقيق الإنجازات رغم صغر حجمها.
فمنذ تولي الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر الحكم في بلاده، تم الاهتمام بشكل كبير بدعم حرية الإعلام والصحافة ،ويوجد في قطر واحدة من أكثر المحطات التلفزيونية مشاهدةً في العالم ،وهي قناة الجزيرة الفضائية.
كما أن دولة قطر قد تقدمت ثلاثة مراكز في التصنيف العالمي لتكنولوجيا المعلومات لعام 2008-2009 الذي أصدره المنتدى الاقتصادي العالمي بالتعاون مع جامعة انسياد في 28 مارس 2009، لتحتل المرتبة التاسعة والعشرين في واحد من أشمل التقارير وأكثرها مصداقية على مستوى العالم من حيث رصد وتقييم أثر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على عملية التنمية والتنافسية في البلدان.
كما تشهد قطر نمواً غير عادي في انطلاق المشاريع العملاقة ومشروعات البنية التحتية والخدمات الفوقية فالإنجازات في كل شبر تلاحظها وتتغنى بها .
أما في مجال الصحة والذي يقع ضمن أولويات التنمية الاقتصادية والاجتماعية لذلك عملت الدولة على توفير أحدث المستشفيات الطبية وأحدث الأجهزة والمعدات وجلب كوادر عالية المستوى.
وهذا يقودنا إلى القطاع التعليمي الأهم فقد اهتم أمير الدولة وحرمه بالتعليم بشكل كبير، فمن هذا المنطلق وفي خطوه لتطوير التعليم تم إنشاء المدارس المستقلة بدعم حكومي وبترخيص لأشخاص يديرونها بكوادر تدريسية غنية ، وفي صعيد التعليم العالي كان إنشاء جامعه قطر عام 1973 بداية ومن ثم في خلال عدة سنوات تم افتتاح فروع من جامعات أجنبية عالمية مرموقة إلى جانب كليات على مستوى عالمي جدا تحسد عليها ..
أما في مجال التطوير الاقتصادي فلقد عملت على استثمار طاقاتها الطبيعية ، فمن المشروعات الأساسية صناعة الحديد الصلب والبتروكيماويات وصناعة الأسمدة الكيماوية وصناعة الأسمنت وصناعة تكرير البترول وصناعة تسييل الغاز الطبيعي . كما تجاوزت قطر كثيرا من المعوقات الطبيعية التي تحول دون التوسع الأفقي في الزراعة وذلك من خلال دعم المزارعين وتشجيع رؤوس الأموال الوطنية على الاستثمار في القطاع الزراعي وتقديم الخدمات البيطرية وإقامة المشروعات الزراعية والمزارع الإرشادية وإعداد التشريعات اللازمة لحماية الثروة الحيوانية والنباتية والطبيعية .
وقد تمكنت قطر في السنوات الأخيرة من اجتذاب الاستثمارات الأجنبية وتنويع مصادر اقتصادها، وذلك من خلال تطوير الصناعات الثقيلة التي تعتمد بشكل مكثف على الغاز.
ولا ننسى دورها الخارجي الرائد والهام في لم الشمل العربي والوقوف جنباً إلى جنب مع أخوانها العرب وأصدقائها في الكثير من المواقف التي تسجل لها في فض النزاعات وحل الأزمات وترسيخ التعاون العربي.
وأخيرا وليس آخراً فالجانب الرياضي قد أخذ حيزاً كبيراً من اهتمام الأمير ونجله بالرياضة وبكرة القدم وإقامة المنشات الرياضية العملاقة والتي تفخر بها على المتقدمين في هذا المجال ،ولم نكتفي عند هذا الحد بل سعت بكل دأب إلى تنظيم اكبر المحافل والمسابقات الدولية الرياضية والتي أبهرت العالم والآن كان تحصيل حاصل أن تستضيف قطر أكبر محفل رياضي ألا وهو كاس العالم 2022.
نعم أبهرتنا هذه الدولة الصغيرة بحجمها والكبيرة بانجازاتها وأحلامها وطموحها، ولكننا لن نقف عند هذا الحد بل نطالب بالمزيد من هذه الدولة العظيمة ونتمنى عليها أن لا تقف أمام هذا الانجاز ولكن أن تمضي قدماً خلف حلم آخر لم يحلم به غير الكبار في عالم كرة القدم ،ألا وهو حمل كأس العالم فهل هذا من المستحيل؟
أقولها وبكل صراحة وجرأة أن المستحيل يتحقق بالتخطيط الجيد والدعم والاختيارات الصحيحة، وهذا ليس بغائب عن هذه الدولة العظيمة، لذلك أقول من كل جوارحي مبروك لك يا أخت شرف الاستضافة وأتمنى أن ترفعي أمالنا وأحلامنا وتوقعاتنا في حمل كأس العالم .
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيـــا غلابا