افتقدت دمشق مهرجانها السينمائي لأربع دورات متتالية، توقف خلالها العرض السينمائي الحي لكل ما هو جديد ومميز، تزامن ذلك مع توقف العديد من دور السينما عن العرض وإغلاق بعضها. في حين تعود التظاهرة السينمائية محصورة بدار الأوبرا للعام الحالي 2014 بين 3و27 من شهر آذار الماضي، بمهرجان (أفلام حديثة من الشركات العالمية)، بحيث يتراود لذهن المهتم بالسينما أنه سيشهد عروض أفلام مميزة تعرض للمرة الأولى، إلا أن الأفلام التي عرضت منها ما هو قديم وأغلبها متوفر (إلكترونياً) على الإنترنت، إلا أنها تعرض لأول مرة على شاشات السينما السورية.
وعلى الرغم من كل ذلك، كانت التظاهرة ذات أهمية على صعيد إعادة الحركة لمؤسسة ثقافية غاية في الأهمية في دمشق (دار الأوبرا)، فبعد ندرة نشاطات دار الأوبرا في السنتين الأخيرتين واقتصارها على النشاطات الموسيقية والنشاطات غير المتوقعة والمستهجن أن تقام في هذا المكان، عادت الحركة إليها ووردها إقبال أكثر من المتوقع، إذ عانت الدار لعدة مرات من نفاذ في البطاقات وتجمع حشود المقبلين بأعداد كبيرة خارج حرم الدار، وسرعان ما جرى تدارك ذلك.
إقبال مميز ولافت من قبل الشباب السوري (الجامعي) على العروض منذ اليوم الأول لبدء التظاهرة حتى نهايتها، فهذه التظاهرة التي أعادت تنشيط العرض السينمائي الراكد لسنين في دمشق، استُقبلت من الشباب بحميمية ورغبة عارمة، وشغف، برغم سوء الأوضاع العامة للتواصل مع نشاطات فنية مهما كانت قيمتها الثقافية، وهذا ما أدركناه حين توجهنا بالسؤال إلى بعض الشباب الذي يدرك أنه يستطيع العثور على الأفلام بطريقة أو بأخرى، ورغبته مع كل ذلك بعيش التفاعل الجماعي وطقس العرض السينمائي (شاشة عرض كبيرة ومجموعة من الجمهور)
ومن هنا يتراود لنا تساؤل وثيق الصلة بهذه التظاهرة، مع كل هذا الإقبال الشبابي، وبما أن الأفلام التي قدمت ليست بالجديدة ولا حصرية بالمهرجان، فلماذا لم تعرض ضمن هذه التظاهرة أعمال سينمائية جديدة وحصرية متوفرة، كالأعمال السينمائية الناتجة عن (برنامج دعم سينما الشباب) المتوفرة لدى وزارة الثقافة، والتي أنتجتها المؤسسة العامة للسينما والخاصة بتجارب الشباب السوري؟
علماً أن هذه الأعمال غير متوفرة إلكترونياً أو تجارياً، وغير معروضة في سورية إلا لمرة واحدة في تظاهرة سينمائية في محافظة اللاذقية، فقد كان من الممكن أن تشكل سبقاً ثقافياً على صعيد السينما يليق بأن يعرض لمتلقين شغوفين، أي جديد ثقافي بعد هذه القطيعة. ومع انتظار نشاطات وتظاهرات ثقافية جديدة، ننتظر من مؤسسة السينما أن تعرض أعمالها السينمائية السورية اتي أنتجتها لبعض شبابها المبدع والهاوي، وأن تعير هذا الشباب الشغوف بالحياة والشغوف بالسينما والمسرح والفن أجلّ اهتمامها.
https://www.facebook.com/you.write.syrianews