إلى جميع من يظنون أنفسهم فاشلين !!!

هل تعلم بأنك خلقت و قد خلقت معك جينات العظمة ؟

هل تعلم ـ بأن كل خلية دماغية واحدة  تملكها تستطيع أن تستوعب معلومات بقدر مكتبة الكونغرس الأمريكية ؟     ( منقول عن توني بوزان هو من أشهر الباحثين في مجال العقل وقدرات الدماغ في عصرنا)

هل تعلم بأن عدد الخلايا الدماغية لديك, تقدر بستة أضعاف عدد سكان الكرة الأرضية ؟

هل تعلم أن جميع العظماء على هذه الكوكب كان لهم يوم يقدر ب 24 ساعة كيومك , و لهم  عقل كعقلك و أعضاء بشرية كأعضائك ؟

هل تعلم أن هؤلاء العظماء كانت ظروفهم الحياتية أصعب من ظروفك  بكثير ؟

هل تعلم بأنك تملك الكثير من الأشياء التي تجهلها ؟

هل تعلم انه بإمكانك أن تصبح شخصا عظيما مبدعا ناجحا  بقليل من التأمل ؟

هل تعلم بأنك ستنجح رغم انف الفشل بشي من مراجعة و تقويم الذات ؟

كيف ترى نفسك اليوم ؟، هل تعتبر نفسك إنسانا ناجحا ... أم فاشلا؟   وما هي الطريقة التي تقيس مدى نجاحك ، هل هي بعدد الإنجازات ، أم بصحبتك لمن تحبهم ، أم بساعات المتعة و اللذة التي تحصل عليها . أم مجرد شعور يأتيك من الداخل ...؟

إن الكثير ممن يعتقدون أنفسهم فاشلون ...أو ممن تركوا أنفسهم فريسة سهلة لنوازع  عدم الثقة بالنفس و الخيال المفرط  و توقف بهم قطار الزمن عند هذه الحالة ....أو ممن  فضلوا التوقف عند عتبة تطور معين ....أو ممن اعتقدوا أن حجمهم الحقيقي هو وضعهم الحالي ... هم أناس بالحقيقة جاهلين لآليات النجاح الحقيقية 

 و هذا يعود لاعتقادهم بأمور أساسية ثلاث  :

1.     أن للنجاح أسرار :وهذا الأمر يجعل الناس يظنون أن النجاح غامض لا يمكن تحقيقه إلا بعد اكتشاف أسراره و هذا يدفعهم لترك كل شيء والبحث عن كتب أسرار النجاح ، ، والسعادة في ثلاثة أيام ....أو اللجوء لمروجي أفكار السحر الشعوذة لفك سحر ما أو تميمية ما صاغها احد الحاقدين !!

2.     أن الناجحون و المبدعون يملكون مواهب استثنائية و قدرات لا يتمتعون بها , و هم يجهلون ما زرع الله بهم من قدرات و طاقات ..قال  تعالى ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) .

3.     أن النجاح حظ : وهذا التفكير ينشأ من رؤيتنا لبعض الحالات في الحياة ، فهنا شخصاً ربح ورقة يانصيب ، وهناك آخر جاءته فرصة عمل مميزة  ، فإننا عندها ننظر ونقول  " فعلا... حظه رائع "، ونعطي أنفسنا إيعازاً لانتظار الحظ أو الفرصة ، عندها نتوقف عن العمل دون أن ننتبه أن الفرصة عندما تأتي يكون قد فات وقت الاستعداد لها .

سأقوم بالرد على من يعتقدون ذلك ... علي أساهم في  وضع مرتكزات فكرية لمن يريد أن يقهر الفشل :

-  النجاح ليس خلطة سرية و إنما عبارة عن آلية عمل تبدأ بتحديد الهدف .. و الهدف هو : أريد أن أكون إنسانا ناجحا ...هذا جيد و لكن غير كافي .. كيف تريد أن تكون ناجحا ؟ حدد ماذا تريد أن تكون ... أو كيف ترغب أن تكون ؟ و تكون قد قطعت شوطا لا باس به ... بعد أن تحدد ماذا تريد , ستكون الخلطة السحرية هي ما يوصلك لهذا .. و هي ورقة و قلم تحدد بها أهدافك و تقوم بتوزيعها لمهام و تقوم بعدها بتوزيع المهام لأجزاء صغيرة ضمن جدول عمل زمني يومي ... هذه هي الخلطة التي كنت تعتقد أنها سحرية .. فإذن أسرار النجاح تنتظرك في ميادين العمل.

-  الناجحون ليسوا أناس رزقوا بمواهب استثنائية , مع اعترافنا بالتفاوت الطبيعي المنطقي لمعدلات الذكاء ما بين البشر , الناجحون هم من استثمروا بعض الطاقات الذهنية التي وهبهم الله إياها ….   و أنت لست بعاجز عن هذا و من المفيد أن نعلم بان هناك طاقات عظيمة كامنة فيك و  يمكن تفجيرها بالعمل و شيء من الثقة بالنفس

-  يمكنك أن تصنع حظك بنفسك , فعلى قدر عملك و تواصلك مع الآخرين تتسع دائرة الفرص المتاح , فنشاطك يتناسب طردا مع فرص النمو و التطور ....و هكذا فعندما تأتي الفرصة فيجب أن تكون مستعدا لها

قبل أن حاول مساعدة من يظن نفسه فاشلا في وضع جدول زمني مبسط  لقهر الفشل و الوصول للنجاح  يجب الانطلاق من الثوابت التالية :

-  الثقة بالله أولا  , فهو مسبب الأسباب و خالق الوجود و هو القوة المطلقة  و هو الذي  له الأمر من قبل ومن بعد , و هو الذي لايرد للطارق بابا ... فاطرق بابه الكريم و توكل عليه و استعن به و  اطلب النجاح منه دون غيره و أبدا بالعمل فهو الذي قال عز من قال وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ..التوبة 105

-    ثقتك    ثانيا,  تحدد قدرتك على قهر الفشل و التغلب على  المصاعب  .. يقول احد الحكماء:  (ثق بنفسك و حقق ما تريد ), عليك أن تكون واثقا بأنه بإمكانك أن تفعل , بإمكانك أن تنجز , الآخرين ليسوا أفضل حالا مني , و لكن ما يميز البعض عني هو النسبة الأعلى للثقة بالنفس...فإذن  اللغز في داخلك أنت , يمكن  أن تعتبر نفسك من الآن ضعيفا و غير قادر و ستكون فعلا بصف العاجزين ، أو يمكن أن تعتبر نفسك من الآن قويا و قادرا و متحديا و ستبدأ بعدها بالشعور بالذهول  للواقع الجديد الذي فرضته على نفسك ..و سيبدأ الآخرون بالنظر إليك من زاوية مختلفة تماما.

-         إن يومك هو كل و أهم ما تملك , فالأمس قد رحل و المستقبل لم يأت بعد .

إننا نغالي أحياناً في الالتفات إلى الأمس إلى الحد الذي ننسى فيه يومنا ، فإما أن نتغنى  بأمجاد الماضي إلى الحد الذي يجعلنا في حالة من الإشباع تمنعنا عن إنجاز أي شيء في يومنا ، أو أن نتأذى من مشاكل الماضي – وهذا الغالب- فتُحجّرنا وتمنعنا عن الإنجاز والتفاؤل في يومنا

اجعل ماضيك بمثابة المرأة الخلفية العاكسة للسيارة فأنت تقودها للأمام و تنظر بين الحين و الأخر لهذه المرآة لترى من خلفك , اجعل ماضيك وسيلة للاستفادة من تجارب الماضي . و استخلاص العبر و الأحكام التي ستحدد ثوابت الحاضر .. و اعلم أن ضربات الماضي الموجعة لم تقضي عليك و إنما أكسبتك قوة و صلابة ..فالضربة التي لا تقسم الظهر تقويه ...و فشلك بالماضي قد يكون مفتاح نجاحك بالحاضر

ما يفيد هنا هو عدم الخلط ما بين  الخطأ والفشل والإثم، ، إن الخطأ نعمة عظيمة لا يعرف فائدتها إلّا الناجحون

-         لا تغالي بالنظر للمستقبل ,إن بعض الناس يغالون في النظر إلى المستقبل إلى درجة أنهم يعيشون بالأمل دون العمل ، كثيرون متعلقون بالمستقبل وإذا دخلت إلى نفوسهم تجدهم بصمت يأملون بتحسن وضعهم عبر الزمن ، كيف ؟ لا يعرفون ، لكن هناك أمل ...

         اعلم أن مستقبلك يحدده يومك , فإما أن يكون واعدا  أو يكون رتيبا مملا كما هو يومك الآن

 حدد مستقبلك بنفسك و لاتترك الظروف تتقاذفك كما شاءت

في كل الأحوال هناك ثمن علينا أن ندفعه في هذه الحياة ، فهناك من يدفع ثمناً في البداية ثم يحصل على السعادة في النهاية ، وهناك من يحصل على بعض السعادة في البداية لكنه يدفع الثمن الباهظ في النهاية ، فهل خيارك أن تكون مرتاحاً اليوم وتقول سأبدأ من بداية الأسبوع أو الشهر أو من بداية السنة ؟ ، إنك تعلم أن هذه الطريقة التي يجربها البشر مرات ومرات لم تعد عليهم إلا بدفع الثمن الباهظ في النهاية.

إن الناجحين قرروا أن يدفعوا بعض الثمن في البداية ليعيشوا السعادة لأطول فترة ممكنة ..

-         إن  دائرة تأثيرك محدودة بعلاقاتك الحالية , فأنت تتفاعل يوميا مع الأهل و الأصدقاء  و الجيران و  زملاء العمل و رؤسائك بالعمل و من الممكن أصدقائك بمقاعد الدراسة  , فإذن تلك هي دائرة تأثيرك الحالية ...لأنك حتما لن تستطيع تحرير بيت المقدس ..أو القضاء على المجاعة في مجاهل أفريقيا ..أو بناء المدينة الفاضلة التي يحلم بها الكثيرون  . فهذه الأمور تقع خارج مجال دائرة تأثيرك ... على الأقل في الوقت الحاضر ... و إنما يمكنك توسيع هذه الدائرة شيئا شيئا .. فكلما خطوت خطوة ناجحة كلما اتسعت دائرة تأثيرك ضمن الوسط المحيط بك .

-         اعلم أن أهم محددات النجاح و السعادة بان واحد هو تحديد الهدف , تحديدك للهدف عامل أساسي , و يبقى لديك المسافة الزمنية الواصلة لنقطة الهدف .. هذه المسافة الزمنية تقسم لأشواط , و كل شوط هو هدف بحد ذاته , و بقدر دنوك من الهدف بقدر ما ترتفع معه الثقة بالنفس و وتيرة السعادة و الرضا عن الذات

      حافظ على البحث عن أهداف ،و أسعى لإنجازها ( و من المفضل أن تنصب أهدافك حول تطوير الذات)

-         ساعد نفسك و لا تنتظر المعونة من احد و لاتطلبها إلا من الخالق ... فنجاحك ستهديه لنفسك و لن يهديك احد إياه

-         دعك من الرسائل السلبية المثبطة للهمم و التي اعتاد على ترويجها العاجزون فأنت قد قررت الخروج من دائرتهم

 -         أبقى إنسانا .. عامل الناس كما تحب أن تعامل .. فكل إنسان تعامله قد يكون ورقة رابحة بالمستقبل .. لا تحرق أوراقك ... ابتسامتك في وجه أخ لك  قد تفتح آفاقا معه لا يعلمها إلا الله , و عليك بتأمل مسيرة قدوتنا و حبيبنا سيد المرسلين عليه الصلاة و السلام  الذي كان سمحا .. طيب المعشر .. و الذي لم يكن فظا قط ..وإلا...لانفض الناس من حوله ...  و عيسى عليه السلام  الذي جاء سفيرا  للسلام  و المحبة و التسامح  على هذه الأرض ..... فكما ترى إذن فان هذه الثوابت تسري حتى على اشرف الناس .

و بهذه العجالة فانا أود طرح جدول عمل مبسط جدا و لكنه مرتب تسلسليا , علي أساهم في وضع بعض ممن يودون قهر الفشل على بداية الطريق :

1-     ثق بالله و اطلب منه المدد و توكل عليه فيما هو قادم

2-     ثق بنفسك , فأنت تملك العظيم من  القدرات و الطاقات

3-     ابدأ بيومك فهو كل و أغلى ما تملك و اجعل الماضي وسيلة لاستخلاص العبر , أما مستقبلك فابدأ أنت بصناعته

4-     حدد دائرة تأثيرك ..و دعك من مالا يمكن تحقيقه .. و ثق بان دائرة تأثيرك ستبدأ بالتوسع رويدا رويدا

5-     بعد أن حددت دائرة تأثيرك قم بتحديد مجموعة أهدافك  , قد يستغرق منك ذلك فترة من التأمل , و لكن أبدا بان تفكر بماذا تريد أن تكون  ؟ و دع ما يمكن أن يقدمه لك الآخرين جانبا

6-     قم بتدوين مجموعة أهدافك بكتيب خاص , و كذلك قم بتدوين كل ما هو ممكن من مهام تساعدك على تطوير ذاتك

7-     قم بإنشاء جدول زمني أسبوعي للمهام التي يجب عليك انجازها ضمن كتيب آخر ,و حاول تجزئة كل مهمة لأجزاء صغيرة ( فأنت ستبني صرح نجاحك  الشاهق لبنة لبنة)

8-     سوف تقوم بمراجعة أسبوعية لما تم تحقيقه من مهام فرعية موزعة على أيام الأسبوع المنصرم

9-     قم بوضع جدول زمني مطلع كل أسبوع يتضمن ما عليك القيام به و ما فاتك من مهام بالأسبوع المنصرم

10-    عليك إيجاد الحلول لكل ما يعترضك من صعاب في تحقيق مهامك الأسبوعية , لا تصب بالإحباط , فمسيرتك ستكون مليئة بالمطبات , و كل مطب تتجاوزه سيزيدك قوة و ثقة و تصميم

11-انجاز المهمات مهما صغر حجمها , سيتحول تراكميا إلى مسافة ممتازة تكون قد قطعتها  في طريق الوصول للهدف , و ستجد تغييرا جوهريا بدا يحدث داخلك

12-تسلح بالتفاؤل و أبدا بالتصرف و كأنك حصلت على ما تريد

13-أبقى إنسانا ( عامل كما تحب أن تعامل )

إن رغباتك ستبقى مجرد رغبات طالما أنك لم تضعها ضمن خطة أو إستراتيجية بحيث تبدأ عند نقطة وتنتهي عند الحالة التي يسعى إليها ، ولهذا السبب فإن الوصول إلى الحالة الأفضل يحتاج إلى التعود على طرق جديدة في التفكير والسلوك ومن ثم الاستمرار والإصرار والمثابرة عليها..

يقول رالف والدو إمرسون :  " أنت لا ترى العالم كما هو عليه ، أنت ترى العالم كما أنت عليه "

عليك منذ الآن أن تخطط لان تنجح رغم انف الفشل

https://www.facebook.com/you.write.syrianews