لقد عاد معظم الناس في بلدنا الحبيب سوريا من الديار المقدسة بعد أن قاموا بتأدية فريضة الحج هذه الفريضة العظيمة التي لا يعرف قدرها إلا الله ولا يستطيع أحد أن يقدر ثواب من قام بها إلا من فرضها.
حيث يجتمع الناس كاجتماع يوم المحشر لا فرق بين غني وفقير لا فرق بين قوي وضعيف لا فرق بين أعجمي وعربي لباسهم موحد خالٍ من أي مظهرٍ من مظاهر الترف قبلتهم واحدة يأتون من مشارق الأرض ومغاربها من جميع أنحاء العالم من أجل غاية يتفقون بها قلباً وقالبا ألا وهي رجاء القبولِ وغفران الذنوب.
أحبتي الكرام لا يخفى على أحد بأن بعض المراسم التي تقام لاستقبال الحجيج ليست من الدين في شيء ولا تبت إلى هذه الفريضة العظيمة بصلة نبدأ أولاً بالزمامير المزعجة التي يطلقها أقرباء الحاج من سياراتهم فور وصول الحاج علماً أن اجتماع هذه الأصوات سيؤدي إلى ضجةٍ كبيرة ناهيك عن الباصات المرافقة التي تطلق ما يعرف بزمامير الهواء ذات الصوت القوي جداً.
ثانياً : من المؤسف والمؤسف جداً أن تفتح جبهة لإطلاق المفرقعات والعيارات النارية من أجل استقبال حاجٍ قد أتى بالسلامة وأتمَّ حجه دون مراعاة لوضع الآخرين الذين قد يكون منهم المريض الذي يتألم لسماع تلك الأصوات العالية وقد يكون منهم الطفل الصغير الذي سيفزع ويتأذى لمجرد اطلاق مفرقعةٍ ذات صوتٍ ضخم
أعرف بأن معظم الناس لا يقصدون إزعاج الآخرين وإنما يرمون من وراء ذلك كله التعبير عن فرحتهم بقدوم قريب لهم غالٍ على قلوبهم قد أتى من تلك البقاع المقدسة ولكن هناك أساليب كثيرة للتعبير عن فرحتنا دون أن ينزعج احد منا ودون أن نتسبب بإضرار الناس أو إلحاق الأذى بهم
دمتم بخير.....