قلما يتاح لإنسان عادي مثلي الولوج إلى حياة المشاهير ليعرف عنهم، وكيف يفكرون وماذا يجول في أذهانهم وماذا يحلمون ويعرف عن أحلامهم وإخفاقاتهم، وليكتشف في نهاية المطاف أنهم بشر عاديون
جمعتني صدفة جميلة في نيسان من العام 2008 بالكاتبة السعودية الشابة رجاء الصانع في مدينة لندن، ونشأت بيننا صداقة لطيفة تعززت من خلال تبادل الرسائل الالكترونية على مدار عدة أشهر لكن أعباء الحياة ومشاغلها الكثيرة جعلت هذه الرسائل تخبو شيئا فشيئا.
ومع ذلك فقد استطعت التعرف عليها عن قرب، ولمست فيها حماسا لطيفا للحياة، وحبا لها، وذكاء حادا وطرافة ونبل أخلاق لازال يثير دهشتي وإعجابي.
فرجاء شابة في نهاية العشرينات من العمر مما يجعلني أكبرها بعقد من الزمن، لكنها تتمتع بحس موسيقي عال وتستمتع إلى أغاني أم كلثوم ووردة وعبد الحليم وتتوق موسيقى السنباطي وعبد الوهاب، وهي مولعة بفيروز، كما أنها كثيرة القراءة رغم أعباءها الكثيرة وكثيرة السفر. تتحدث الإنكليزية بطلاقة بلكنة أمريكية واضحة وتتقن لغتها الأم على نحو رائع.
عندما تتحدث إليها ينبعث منها دفء محبب، يجعلها قريبة منك، ويمد بينك وبينها جسرا من الاحترام والراحة والطمأنينة.
حديثها عذب وفيه من وقار الكبار وحكمتهم بقدر ما يحمل من حماس الشباب ومرونتهم.
وهي مثلنا جميعا تحلم بإنهاء تعليمها، وكتابة كتاب آخر وبأن تلتقي نصفها الأخر فتحبه ويحبها وتنجب منه بنتا تسميها ديمة.
تحب رجاء المسلسلات السورية وتمزح قائلة بأنها تريد زوج كتيم حسن، وتحب الرز بالبازلاء التي كانت تتناولها في بيت صديقتها السورية في الرياض عندما كانت صغيرة وقد أعطيتها الوصفة لكنني نسيت الملح.
حبها للمسلسلات السورية الاجتماعية والرومانسية يعكس حبها للحياة و تماهييها مع الواقع وذوق الشابة التي في عمرها واهتماماتها.
كبت رجاء رواية بنات الرياض التي ترجمت إلى عشرات اللغات وبيع منها الكثير ووضعتها كشابة سعودية عربية في مصاف المشاهير – لكن هذا لم يغير رجاء البنت الرقيقة اللطيفة الطموحة والواقعية – فبعد إن أنهت دراستها التخصصية في طب الأسنان من شيكاغو، عادت رجاء إلى الرياض لتمارس عملها في عيادتها الخاصة.
تحية لرجاء وأتمنى لها كل التوفيق...