شريط إخباري مؤلم :
- طفل يقتل صديقه أثناء تقليده لبطل المسلسل العربي شباك الحارة.
- دجاجة تعرض الزواج على خمس ديكة مرة واحدة أسوة بالمسلسل العربي بعرة وأزواجها الخمسة.
- فأر يطلق زوجته بعد أن اكتشف أنها صديقته على الفيس بوك.
- عجوز عربية على حافة قبرها تطلب الطلاق من زوجها لأنها عشقت بطل أحد المسلسلات التركية.
- عربي قتل زوجته لأنه اكتشف أنها أرخص من كيلو الطماطم.
اعترافات عربية بامتياز ...
- أنا أعترف بأن هذه السلعة التي عرضتها سيئة جدا، ومن المستحيل أن أقتنيها في بيتي ومع كل هذا عرضت جسدي سلعة رخيصة بسبب ظروفي المادية ومعاناتي مع زوجي الذي لا يعمل.
- أنا أعترف بأنني مراهقة رغم أنني أكملت الثلاثين من عمري ولم يتقدم لي أحد يتناسب مع متطلبات أهلي التعجيزية، فوجدت الماسنجر والانترنت الوسيلة الوحيدة أمامي كي أفرغ طاقاتي الجسدية والفكرية.
- لم أرقص في حياتي ولكن بعد أن طلقني زوجي وأصبحت بنظر المجتمع سلعة رخيصة يمكن شراؤها تحولت إلى راقصة في أحد القنوات الفضائية الهابطة.
- جميع من حولي كان يرفض سماع صوتي لأنه بصراحة قبيح ومزعج ولكن الغريب كيف تم قبولي كمغنية محترفة في أحد القنوات الفضائية ربما لأن جسدي أكثر جمالاً من صوتي.
- عملت مذيعة ومقدمة برامج حوارية وإخبارية مع العلم بضعفي الشديد باللغة العربية ولم أكمل دراستي بعد الثانوية ولكن معارف والدي هي من أوصلني إلى هنا ليس دراستي أو خبرتي.
المرأة والإعلام ...
عندما يعرض جسد المرأة سلعة رخيصة في وسائل الإعلام كي تجذب أنظار وأنفاس المشاهدين، وتدعو غرائزهم للاستمتاع بما يرونه، دون أن يدرك أن هذه القضية تقود المجتمع كله نحو الهلاك، هنا يبدأ الانحدار الأخلاقي لدى معظم الفضائيات التي بات أصحابها يتوجهون نحو جسد المرأة كأداة جيدة واستثمار يجلب الربح والنجاح ذاهلين عن الواجب المجتمعي والعرفي وعن التوجيهات الشرعية والأخلاقية وعن الحقوق الإنسانية.
معتبرين أنها تجارة علنية مدفوعة الأجر، ولا يمكن القول بأنها تعدي على الحقوق؛ فالحقوق مدفوعة إليها مقابل ذلك، هكذا يعتقد المجرمون بحق المرأة التي يطلبون منها أن تعلن وتعرض تفاصيل أكثر أنوثة وأكثر إغراء أمام ملايين المشاهدين من فئات عمرية مختلفة دون حياء أو استحياء.
أصبت بالدهشة والحزن الشديدين عندما أرسل لي أحد الأخوة رسالة معززة بالصور عن شريط إخباري لإحدى القنوات التي يعتبرها المجتمع قناة هادفة للأطفال عبارة " أحب جسد ........" وما بين الفراغات هو اسم مغنية معروفة في الساحات الفضائية، ليس هذا فحسب بل الكثير من الأشياء يصعب علي ذكرها والتطرق إليها لأنها تخدش الحياء وتدعو للتقزز.
بالله عليكم هل يمكن لأطفال في عمر البراعم والزهور أن يكتبوا هذه الألفاظ المشينة والمزعجة؟ هل يمكن لطفل أن يتغزل بجسد مغنية أو ممثلة شاهدها؟ أين جهات الرقابة على الأشرطة المتحركة والرسائل؟ لقد أصبح جسد المرأة سلعة تسويقية متاحة للجميع بالمجان، وهذا مؤسف بحق جميع القائمين على وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمطبوعة وغيرها، لا يمكن لعقول الشباب والفتيات أن تستوعب هذه المناظر والحركات اللعينة التي تعمل على مبدأ الإغراء والفتن وأغراضها الحمقاء، لذلك نطلب من أبنائنا أن يلتزموا تطبيق الواجبات الشرعية بأن يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم،
سيأتي أحدكم ويقول لا تدخل جهاز التلفزيون والانترنت "والموبايل" إلى بيتك ولكن هل نستطيع ذلك! وإذا استطعنا هل يمكن لنا أن نتأكد من أن أبناءنا لن يشاهدوا خارج المنزل من حُرّج عليهم فيه، في المراكز التجارية والشوارع والمجلات "وموبايل" الأصدقاء ....
وذلك لأن التجارة بجسد المرأة لم تتوقف عند الفضائيات فحسب بل انتشرت لتشمل الإنترنت والفضاء الواسع والمطبوعات الورقية من الصحف والمجلات والإعلانات الخارجية في الشوارع ،هل يمكن لأحد أن يفسر لي ماذا تعني نشر صورة قدما امرأة أو تفاصيل صدرها في الشوارع؟ هل من أجل تسويق نوع من أنواع مزيل الشعر؟
أو تلك التي تنزع وترتدي الملابس على الهواء كي تسوق سلعة معينة؟
لقد دخل جسدها في تجارة جميع السلع الغذائية والصناعية والأدوات المكتبية ومعجون الأسنان والسيارات ومؤسسات البناء والعقارات ... وغيرها
أسئلة كثيرة نجيب عليها بأسئلة أكثرأين الإعلام عندما تهان المرأة وتضرب وتنتهك حقوقها؟
أين الإعلام للدفاع عن كرامتها الإنسانية؟
أين الإعلام الذي يرفع من شأن المرأة التي تشاطر الرجل في بناء المجتمع؟
أين الإعلام من حقوق الأم كمدرسة تربي وتخرّج الأجيال وتنشئ ثقافات وحضارات وترسم الخطوط الواضحة للأجيال القادمة؟
أين أنتم يا أصحاب الفضائيات والمواقع والمجلات والصحف والإعلانات؟
ماذا فعلتم بالرسالة السامية الملقاة على عاتقكم وأين هي أمانتكم في نقلها؟
إن الإعلام نعمة من الله -عز وجل- ولكن يأبى أصحابها إلا أن تُحوّل إلى نقمة حقيقية وخطر جسيم يهدد المجتمع عندما أصبح إساءة مباشرة للمرأة بشتى الصور من أجل محاربة عقول الشباب وأفكارهم ورسم ألاف التساؤلات أمامهم.
لا يمكن القول بأن بيوتنا آمنة لا يدخل إليها الغرباء فالغرباء يصولون و يجولون في بيوتنا على راحتهم دون أن نقول لهم ماذا تفعلون هنا؟ في شاشات التلفزيون وفي صفحات الانترنت وفي المجلات والملابس وألعاب الأطفال وكتبهم ودفاترهم وحقائبهم المدرسية ... والكثير دون رقيب !
هل فكر أحدكم بالمكاسب والفوائد التي جناها المجتمع من ذلك؟
هل سألت نفسك لماذا معظم الفضائيات هي للغناء والرقص والبرامج التافهة؟
إلى متى سيبقى المجتمع العربي يقدم المرأة رخيصة للمشاهدين؟
هل الدماء بردتها أجهزة التكييف فلم تعد تشتعل غيرة على المرأة؟
هل سيبقى الفضاء الإعلامي مشرعاً أبوابه للسلعة على حساب المرأة؟
هل سنبقى نتلذذ بمشاهدة جسد المرأة يعرض أمامنا على الشاشات؟
هل سيبقى بريدنا الإلكتروني مزدحم بصورة المرأة لتسويق المواقع والمنتديات والسلع الإلكترونية؟
هل ساهم المجتمع العربي بعمل إحصائيات لأعداد المطلقات والمصابات بأمراض عقلية وعصبية والجرائم الإلكترونية بسبب الفضائيات والانترنت والفيس بوك والماسنجر وغيره؟
أين دور الرقابة على الإعلام العربي ؟
ليس باستطاعتنا سوى صناعة الدراما والسينما والفلاشات وبرامج سوبر ستار والإعلانات المتحركة، كل هذا على حساب الدين والعقل والأعراف والنظر إلى المحرمات وإضاعة الوقت وغياب الهوية العربية ونشر الفساد بين البشر.
أرجوكم .. أنتم يا أصحاب الرسالة السامية لا تساهموا في اغتصاب عقول شبابنا وفتياتنا، لا تشوهوا جسد المرأة وتنتهكوا حرماتها، أوصلوا رسالتكم بأمانة وإخلاص كي تبقى صورة المرأة جميلة طاهرة كما خلقها الله –عز وجل- في أجمل صورها.