news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
ماهي الريادة ...بقلم : محمد حسين

(الشركة الرائدة في مجال الملبوسات، والرائدة في مجال الأدوات الكهربائية، وأدوات التجميل، والمأكولات، والمشروبات، والعقارات...)، هذه العبارات ظهرت مؤخراً في بعض الإعلانات التجارية الخاصة بالشركات السورية، وتركز على ريادية هذه الشركات.

فهل أصبح كل ما في سورية رياديـّاً فعلاً؟، أم أن مصطلح الريادة في بلدنا يُطلق جزافاً على أي مشروع جديد، دون فهم واضح، ودون وعي لماهية الريادة؟


رحلة البحث عن (الريادة)

 

وبدأنا رحلة البحث عن الريادة في شبكة الانترنت، وكالعادة، فإن المحتوى العربي على الانترنت يقدم مضموناً فقيراً، حيث نرى الكثير من الكتابات في هذا المجال لا تفرق بين الأعمال الريادية والأعمال غير الريادية.

 وهو مؤشر على الخلط بين المفاهيم, الذي يظهر بشكل كبير في المحتوى العربي وقليلاً ما نراه في المحتوى الغربي.

 

ويكفي أن تضع كلمة (Entrepreneurship) أي (ريادة الأعمال) على محرك البحث غوغل، حتى تظهر لك مئات المقالات والأبحاث العلمية التي أجريت وكتبت في الغرب عن (الريادة).

وتظهر لك صور لـ (ستيف جوبز) مؤسس آبل، و(مارك زوكربيرج) مؤسس فيس بوك وغيرهم الكثير من الرياديين في مجال الأعمال، وهو ما يفتح الشهية للغوص في مفهوم الريادة.

إسأل من كان بها خبيراً

 

وأثناء البحث عن مفهوم الريادة لا بد أن نلتقي بالعاملين والمختصين في هذا المجال، سامي اسماعيل ريادي سوري شاب، ومدرب في مجال ريادة الأعمال ومهتم بالمشاريع التكنولوجية.

 

يقول اسماعيل بأن الفرق الجوهري بين المشروع الريادي، والأعمال الصغيرة والمتوسطة، هو أن المشروع الريادي يهتم بتنمية العمل بسرعة كبيرة، للحصول على أعلى استراتيجية خروج ممكنة، ربما تكون على شكل اندماج أو طرح أسهم للاكتتاب أو بيع المشروع الريادي لشركة أخرى, وغالباً ما يتم استخدام الابتكار Innovation  كوسيلة لتحقيق العملية الريادية.

 

بينما المشروع الصغير يهتم بالسوق المستهدف وينافس فيه بناءاً على المنتجات التي يطرحها، بمعنى آخر يتم سد الثغرة في السوق المستهدف, في حين يهتم المشروع الريادي بتنمية الشركة بشكل كبير ومتسارع بناءاً على الموجودات والعوائد وحتى الموظفين, وغالباً يتم ذلك عبر خلق سوق جديد لمنتجات لم تكن موجودة من قبل.

 

واتس آب؟

وكي لا نبقى في مجال الكلام النظري، يطرح إسماعيل مثال واقعي، وهو شركة (واتس آب)، والتي يعتبرها شركة رائدة بامتياز، لأنها شركة ركزت على النمو السريع من حيث عدد المستخدمين، وتطوير الخدمة وجعلها أكثر رواجاً، ولم تهتم بالأرباح السريعة, حيث بدأت العوائد تغطّي التكاليف بعد سنة من التأسيس.

وفي العام 2014 أصبح لدى واتس آب 55 موظفاً، ومئات الملايين من المشتركين، وهو ما دفع فيس بوك للاستحواذ على واتس آب بصفقة خيالية وصلت إلى 19 بليون دولار، وهو المقصود بأعلى استراتيجية خروج ممكنة.

 

وبالعودة إلى فيس بوك يقول إسماعيل أن هذه الشركة رائدة أيضاً لأن مؤسس فيس بوك (مارك زوكربيرج) لم يهتم خلال أول خمس سنوات بالحصول على تدفق نقدي إيجابي, حيث أن الشركة لم تكسب دولار واحد حتى ايلول 2009 بعد تأسيسها في صيف 2004، لأنه كان يركز على النمو السريع وزيادة المستخدمين، للوصول إلى أعلى استراتيجية خروج ممكنة.

 

فروق جوهرية

 

يشرح إسماعيل عدة فروق جوهرية بين المشروع الريادي والأعمال الصغيرة والمتوسطة، فالمشروع الصغير عادة يركز على المبيعات الآنية والربح السريع لأنه غالباً ما يؤسس بناءاً على قرض من البنك، ولا بد من الربح السريع لتسديد الأقساط.

بينما تقوم الشركات الريادية على التخطيط طويل المدى، وربما تبقى سنوات عدة بدون ليرة ربح واحدة، وتنشئ المشاريع الريادية بناءاً على رؤوس الأموال المغامرة، والمستثمر (الملاك) الذي يلعب الدور الأول في الريادة.

ويقول اسماعيل أن المشاريع الريادية لا تنحصر بالتكنولوجيا فقط، وهو خطأ شائع، مثلاً يمكن إنشاء مشروع ريادي صحي أو استثمار لتصنيع دواء جديد وبيعه لشركة أدوية، ويمكن أن يكون المشروع الريادي صناعي أو زراعي أو فكري أو فني ....

 

طريقة التفكير

 

ويتحدث اسماعيل عن اختلاف جوهري في طريقة التفكير بين أصحاب المشروع الريادي والمشروع غير الريادي، فالمشروع العادي غالباً يهتم بالاحتفاظ بالحصة السوقية، والاستقرار المالي.

بينما يهتم المشروع الريادي بالنمو السريع والإبداعي للمنافسة في أسواق، يتم خلقها أحياناً، ومثال ذلك نظام آندرويد، الذي بدأ كشركة مستقلة وأصبح منتج ريادي، وحقق نسبة نمو سريعة، دفعت شركة غوغل للاستحواذ عليه بعد 22 شهراً من تأسيسه بمبلغ 50 مليون دولار.

 

تحديات تواجه مفهوم الريادة

 

ويرى إسماعيل أن الأبحاث المعاصرة التي تدرس موضوع الريادة (عالمياً), لا تزال تواجه تحديات في تأطير مفهوم الريادة، والتمييز بين الأنشطة الريادية وغير الريادية في المشاريع الاقتصادية.

والسبب في ذلك حسب اسماعيل يعود إلى تغيّر مفهوم الريادة تاريخياً، منذ العام 1723 عندما أطلق الباحث الاقتصادي الفرنسي Jean-Baptiste Say صفة Entrepreneur على الشخص الذي يؤسس عملاً اقتصادياً, ويتوسّط العلاقة بين رأس المال والعمل.

ولكن مع تطور بيئة الأعمال المعاصرة والدولية تغيرت المفاهيم القديمة، وأضيفت معدات جديدة للإستثمار ونماذج أعمال جديدة لم تكن موجودة.

ومن هنا يقول اسماعيل أن مفهوم الريادة لا زال قيد التطوير, ويتم إعادة بنائه وتعريفه مع التقدم العلمي في مجال إدارة الأعمال والأستثمار.

 

الخلاصة

ريادة الأعمال ليست شيئا سهلاً.. وليست كلمة تطلق عبثاً وزوراً وبهتاناً على أي مشروع.

وربما يتفائل البعض بإطلاق تسمية (ريادي) على مشروعه، كونه يهتم بالأعمال الجديدة أو الاستجابة لفرص جديدة، ولكن الواقع يقول أن معظم الشركات الجديدة التي تدعي الريادة تفشل (لأنها تفتقر إلى الإدارة الاستراتيجية)، ولا تتبع الأسلوب العلمي في الإنشاء والإدارة.

ورغم أن ريادة الأعمال تتمحور بالأساس حول المخاطرة، إلا أن روّاد الأعمال يساعدون بالتطور الصناعي والنمو والازدهار الاقتصادي لبلدانهم على المدى الطويل.

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews

2014-07-26
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)