تثير الأعمال التلفزيونية المقدمة هذه السنة الانتباه لكونها بمجملها ركزت على مواضيع كانت تعتبر حتى وقت قريب من المحرمات أو التابوهات وهي السياسة والجنس والدين.
واللافت أيضا هي الجرأة المبالغ فيها بعرض تلك الموضوعات إلى حد يدفعنا للتساؤل :هل ما زال المسلسل السوري هو مسلسل يجمع كل أفراد العائلة ويسمّرهم خلف شاشة التلفزيون لمتابعة ذلك المسلسل أو ذاك.
والسؤال الأهم هل فقدت هذه المسلسلات براءتها كأعمال لا يخجل رب الأسرة بترك أطفاله يتابعونها معه؟
ان موضوعا كالجنس قد أصبح هذه السنة مادة دسمة في السواد الأعظم من هذه المسلسلات مستفيدا من الحرية الممنوحة له من مؤسسات الرقابة.
وباستثناء مسلسلات البيئة الشامية,البريئة في أطروحاتها, نجد أن بقية المسلسلات قد ذهبت بعيدا في معالجة هذا الموضوع متذرعة بأنه أمر موجود في بيئاتنا العربية ولا يمكن أبدا أن نعمي أبصارنا عن رؤيته و نتغاضاه.
لقد لفت نظري جملة قالتها فنانة سورية في حوار رمضاني مع الفنان المذيع باسم ياخور بأنه من الآن وصاعدا يجب أن نحّدد سلفا الفئة العمرية التي يخاطبها هذا المسلسل أو ذاك حتى يتوخّى رب الأسرة أبعاد صغيره عن متابعته إذا كان هذا العمل موجّها للكبار.
على كل حال ,أن هذا الموضوع هو موضوع اشكالي بحاجة إلى استفاضة وتأنّي بمعالجته.