الذي رحل عن هذه الدنيا قبل أيام والذي رافقته على مدى عشرين عاماً يا ضياء ها أنت الآن في الظلمات تحجبك الشموس والمجرات سوف تبكي عليك القيثارة السومرية حتى يبكي لها الحجر الأصم سوف يندبك جلجامش وكأنك (انكيدو) وقد أدركته المنية
وسوف تبكيك عصافير (اوليفيه ميسيان) و يرثيك زرياب بموشح اندلسي هو السحر البابلي سوف يبكي عليك نهر حلب بدموع من ذهب وموسيقى وسوف تقول أمك سوريا: أنا الأم الحزينة وما من يعزيها فتماسك وتجلد يا ضياء .
من سوف يعزي الموسيقى وقد ثُكلت من سيلم شمل الأصوات وقد بعثرتها الرياح أتذكر يا ضياء كيف مضينا معاً، ومعنا من نحب، إلى مدن الشمال ذات ربيع وأطللنا على البحر الذي لا يغفر زلة قدم كما أخبرتنا مياهه في شبه أغنية لقد كنا في قلب الطبيعة ولعلنا بخطوة لا تُرتجى مضينا إلى ما وراء الطبيعة أتُرانا عدنا أم لم نعد.
هناك حيث كان جسد الموسيقى يتلوى كأفعى وحيث كانت الكلمات ترعد وتبرق، تستعجم وتستبهم. ثم تهدأ وتشع كشمس مشرقة حيث كانت الحياة طويلة كطريق لا ينتهي إلى مكان, وتذكر يا ضياء كيف كانت الموسيقى تأخذنا في أماسي الصيف وترحل بنا أبداً لم نسأل إلى أين، ولا هي كانت تقول و لم يكن أقوى منا جلداً على محنة، ولا أثبت جأشاً عند نازلة أية أنشودة لا تُنسى.
و كنتَ تقول علينا أن نبتكر لغة موسيقية ألينُ من شمائل النسيم وأصلب من المعدن هكذا صنعنا معاً "أنسى ما علمت و أمح ما كتبت" بشق الأنفس من يا ضياء سيكمل "لمتتالية السورية " وأنت قد مت؟
من سيقول "لمن بدا يتثنى" أن لا يتثنى وكأنه الميت ليدرك إيقاعاً تشتمل عليه القلوب ثم من سينسى ما أنت علمت ومن سوف يمحو ما أنت كتبت لا الأيام بقادرة ولا عاتيات الزمن
(اوليفيه ميسيان) مؤلف موسيقي فرنسي شهير نوط أصوات الطيور وصنع منها أعمالاً موسيقية وقد درس ضياء بعض الوقت على يديه.
انس ما علمت وامح ما كتبت عنوان لعمل شعري – موسيقي لفايز مقدسي وضياء سكري، والعبارة لمحي الدين ابن عربي