كانت الحياة تسير بشكل طبيعي في معظم البلدان التي شهدت اضطرابات في الشرق و شمال افريقيا :
1- بدأت في لبنان . 2- الجزائر . 3- تونس 4- ليبيا 5- مصر 6- اليمن 7- سوريا 8- العراق
تشترك كل هذه البلدان على الإطلاق (عند اندلاع مظاهر العنف فيها) أن الوسطية في الإسلام كانت الغالبة في الحياة العامة ، و على الإطلاق جميع الحكام كانوا سياسيين( أو عسكريين) و لا علاقة رابطة أكان في شخصهم أو من خلال أدائهم بين السياسة و الدين .
و مع ذلك أبشع أنواع التطرف الإسلامي ظهر فيها بالرغم من الجهود الكبيرة التي بذلت من أجل تطوير هذه المجتمعات باتجاه الفصل بين الدين و الدولة ، فتم وضع دساتير متقدمة مستقاة من أهم مراجع الدساتير في العالم "الدستورين الإنكليزي و الفرنسي" و تم واختيار ما يلائم و تطوير ما يلزم بما يناسب إلخ ...و في الجهة المقابلة نجد دول" لا دساتير لها و الدين مرتبط عضوي" في السياسة و لم تقترب منها عاصفة الربيع الأسود ، لماذا ؟؟؟
الجواب عزيزي : التعاليم الدينية الإسلامية تقبل المواربة و النفاق و لا تقبل الوسطية .
كأن ننتقي آيات مناسبة و أحاديث ملائمة و نشكل منها الوسطية ، و لكن بعد مرور الوقت تبدأ رياح الهداية تهب من الجنوب و الشرق و الغرب بقصد و أنا أجزم بذلك، فتقلب الطاولة فوق الحكام الوسطيين بالرغم من كل جهود و اجتهادات علماء الوسطية التي بذلوها في إطفاء التطرف و الغلو في الدين .
أعود إلى ما قلته سابق" : لأن الإسلام لا يقبل الوسطية ، فأنا إما كافر زنديق أو مؤمن مستعد للجهاد في سبيل الله مواظب على الصلاة و الصوم و و لا يولى علي إلا من كان على ملتي و مذهبي و طريقتي و لا ننسى رضاء من يطبق الشريعة في بلاد الحرمين و يمتلك القدرة على التزكي علي .
السبب أن معظم الآيات و الأحاديث التي تستند عليها تعاليم الإسلام الوسطي لا تصمد أمام معظم الاجتهادات و التفاسير و ما تم نسخه وووو
لذلك و للأسف الشديد نجد في العراق و سوريا لم يعد للوسطية مكان" أمام التيارات المتطرفة من المذهبين الرئيسين الشيعي و السني .
و أي شخص يمكن وسمه بأنه ينتمي إلى الوسطية في أية لحظة يمكن أن يسقط في هوة التطرف بدون سابق إنذار ، و الشعرة في هذا الانقلاب هي أن يقرر التزامه الذاتي بمسلمات العقيدة الإسلامية .
لماذا الفلوجة ، الرمادي ، القائم، بانياس، درعا ، داريا، المليحة ، البوسنا ... لأن فيها حاضنة شعبية ....
السؤال : متى وجدت هذه الحاضنة الشعبية ؟؟؟ من أوجدها نعرف من أوجدها شيوخ مدربون و من يمولهم وراءهم ، الحلقات الدينية للرجال و أخرى للنساء ، يتم فيه تكفير الأفعال بداية حتى الإشباع إلى يوم الانفجار حيث يتم إسقاط التكفير على الفئة المستهدفة التي غالب" تكون تعاني من التخمة و النعاس و الاسترخاء ..
أود هنا التأكيد : حتى لو سيطر الشيعة في العراق أو السنة الوسطيين في مصر أو التيار المدني في ليبيا فإن الآلة التي تدير التكفير ابتداء" كما أشرت سابق" من حلقات قراءة القرآن ،ثم تتبعها حلقات تعليم القرآن ،و من بعدها حلقات تفاسير القرآن فمن ثم الأهم حلقات التفسير الصحيح للقرآن .
و تبقى حلقة التكفير جاهزة و مؤجلة حتى إشعار آخر ، و بهذا الترتيب لا يمكن للإسلام الوسطي أن يكون له محل من الإعراب لا في الماضي كما أثبتت التجارب و لا في المستقبل، لأن الجينات الإسلامية تتكيف مع المستجدات و تتحول و تتلون و تغير شكلها وفق قانون الاصطفاء الطبيعي حتى تتمكن من البقاء .
https://www.facebook.com/you.write.syrianewss