أكثر ما نحتاج له في هذا الوقت العصيب هو تعزيز الثقة بين الحكومة والمواطن ، لقد وضع السيد رئيس الوزراء يده على الجرح حينما طالب الوزراء والمؤسسات العامة بتعزيز الثقة بين المواطن والحكومة وضرورة العمل بسياسة الأبواب المفتوحة.
إن السبيل لتعزيز هذه الثقة برأيي؛ يبدأ بدور وزارة الإعلام أولاً وباقي الوزارات ثانياً من خلال وضع المواطن بصورة ما يجري على أرض الواقع بكل شفافية وصدق وخاصة فيما يخص لقمة عيشه والخدمات الأساسية.
لقد سئم المواطن وبكل صراحة من العبارات المطاطة والشعارت البراقة والوعود في تحسين ظروف المعيشة وتقديم الخدمات الأفضل ومكافحة الفساد ... مما أدخله في حالة من الإحباط واليأس، تذهب حكومة وتأتي حكومة ويبقى الحال على ما عليه من وعود وشعارات ولكن بوجوه وألسن جديدة.
فعلى الحكومة الإسراع في أخذ ذمام المبادرة بمد جسور الثقة مع المواطن من خلال الأبواب المفتوحة فعلياً وليس شكلياً والاستماع إلى همومهم ومشاكلهم والبدء بعلاجها بكل تفانٍ وإخلاص ومتابعتها حتى النهاية، وجعل الموطن ولقمة عيشه همها الأول بالتوازي مع مصالح الحكومة الأخرى.
إن تعزيز الثقة بين المواطن والحكومة لا يأتي من خلال إطلاق العبارات والشعارات بل إنه يحتاج إلى آليات وإجراءات لتفعيل هذه الثقة وبالتالي إلى ضمانات للتأكد من أنها أصبحت منهجاً ومبدأً وليس مجرد تصريحات ووعود.
فالخطوة الأولى كما أسلفت تبدأ بوزارة الإعلام في دعم حوار بنّاء بين الحكومة والمواطن بغرض المشاركة في الرؤى والاقتراحات من خلال البرامج والندوات التلفزيزونية والإذاعية ونشر الوعي لزيادة مساحة العلاقة والثقة بين المواطن والحكومة لتصبح مستقبلاً جزءاً من الثقافة العامة للمجتمع بأن المواطن شريكاً فاعلاً مع الحكومة (فهو واجبٌ عليه وحقٌ له).
فإن كلّ وزارةٍ مُطالبةٌ بوضع الخطط والمشروعات التي تقوم بها على المواقع الالكترونية - مع الإطار الزمني - ليتمكن المواطن من متابعتها وإبداء الرأي والمناقشة مما يؤدي إلى تقوية العلاقة بين الحكومة والمواطن ويعزز عملية المُساءلة والشفافية، وهذا لن يحدث مالم تقم الحكومة بدعم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تسهيل المشاركة المعلوماتية في الشأن الحكومي ومع المواطن.
بالإضافة إلى الانفتاح على القطاع الخاص في عملية التخطيط والبناء من خلال إدخالهم في فرق إدارة الأزمات والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم – ولاسيما في مثل هذه الظروف - فالتشاركية يجب أن تكون مبدأً أساسياً للحكومة وليس شعار. وكل هذا سينعكس بالتأكيد على دور المواطن بتحمل واجبه الوطني والأخلاقي ومسؤوليته تجاه بلده ويلتف حول الحكومة داعماً إياها متحملاً الظروف الصعبة ويصبح مشاركاً إيجابياً بما يحدث وبهذا نستطيع أن نحتوي أي أزمة لا بل نستطيع أن نتجاوزها بكل ثقة.
https://www.facebook.com/you.write.syrianews