عذرا" أبي فما زلت اشتاقك ولم استطع أن أوفي بوعدي لك. ما زلت الطفلة التي تنتظر بشوق عودتك وتعد على أصابعها سنين غيابك.
ما زلت أشم رائحة سيجارتك هذه الرائحة التي أحببتها لأجلك وباتت تسري في عروقي كعطر الياسمين عرفت من خلالها بأي مكان في البيت أنت و لكني لم أعد أجد سوى الفراغ والمكان موحش يشتكي بصمت رهيب.
لا زلت أحلم بيوم لقاءك بعد غربتي لألتمس كل حنان الأرض في أحضانك ويتسرب في دمي كل ما يكمن في هذه الدنيا من حب فأنسى غربتي وعذاباتي .
ما زلت أشم رائحة ملابسك كلما فتحت خزانتي وأفتش بشغف جيوبها كما كنت أفعل في صغري لعلك جلبت لي شيئا" ما ونسيت أن تعطيه لي مع أنني فتشتها مرات ومرات....دون جدوى
ما زالت أمي تتهمني أنني أحببتك أكثر منها، لكنها لا تعلم أن كل إمرأة تحتاج لصديق من جنس آخر وأنا أعذرها لأنها لم تمتلك أب مثلك.
ما زلت ارسم الابتسامة على شفتي كما علمتني عندما يكون السؤال غير قابل للجواب أو عندما سيكون جوابي جارحا" أكتفي بالصمت و لكنك تعلم أن هناك لحظات لا يمكن السكوت فيها لطالما كنت تشعرني بالذنب لحدة لساني ولكنني كنت أعلم أن فرحة عارمة في داخلك وكنت أعلم أنك تبتسم في سرك وتقول (بنت أبيها لا تسكت عن الحق).
أبي ما زلت تعيش معي في كل لحظة ومع كل نفس وفي كل دقة قلب وما زلت أحلم بك عندما تضيق بي الحياة واستيقظ في الصباح أحمد الله على نعمه و أطلب لك الرحمة وأبدأ يومي مع ابتسامة رقيقة تبعث الأمل في نفوس مرضاي فيعتقدون أنني بقمة سعادتي ولكنهم لا يعلمون أن إبتسامتي من أجلهم فقط.........