عندما نقرأ للعظماء لا بد لهم أن يهزوا مشاعرنا في الصميم، فنقف مشدوهين نفكر بما حوته نظرتهم العظيمة للمجتمع و للحياة و للموت و للأخلاق و المعاملات فيرسمون بذلك آفاقاً ناصعةً لنا نستضيء بها أنى ذهبنا، فكيف إن كان ما ننقل عنه هو من أوتي جوامع الكلِم و اصطفاه الله تعالى ليكون رسوله و خاتم أنبيائه ؛ و عندما وصفه في كتابه العزيز قال له و إنك لعلى خلق عظيم... صدق الله العظيم .
نعم صدق الله العظيم، كلما قرأنا عنك يا سيدي يا رسول الله ازددنا معرفة و ارتقينا علماً و نهلنا من معين علمك الذي لا و لن ينضب أبداً.
أدعوكم لتقرؤوا معي كلمات قالها المصطفى صلوات الله عليه في إحدى خطبه أمام بعض من حوله يعظهم و يشحذ فيهم الهمم فيحفزهم و يحذرهم، و إنني لأجد أننا في هذه الأيام أحوج منهم لسماع عظيم كلامه صلى الله عليه و سلم حيث قال مخاطباً إياهم و يبدو أنه قد حزيناً على بعض ممن يفرطون على أنفسهم فقال :
كأن الموت فيها على غيرنا كُتب، و كأن الحق فيها على غيرنا وجب، و كأن الذين يُشيًّع من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون نبوئهم أجداثهم، و نأكل تراثهم كأنا مخلدون بعدهم، قد نسينا كل واعظة، و أمِنّا كل جائحة، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، و أنفق من مال كسبه من غير معصية، و رحم أهل الذل و المسكنة، و خالط أهل الفقه و الحكمة، طوبى لمن أذل نفسه و حسن خليقته، و أصلح سريرته، و عزل عن الناس شره، طوبى لمن عمل بعلمه، و أنفق الفضل من ماله، و أمسك الفضل من قوله، و وسعته السُنة و لم يتعدها إلى البدعة." صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم.
و أترككم لكي تقرؤوا و تعيدوا القراءة مرات و مرات كلام سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم كي نأخذ الحكمة و الموعظة الحسنة علنا نستفيد و نفيد من حولنا في أن نمتثل حسن الخلق و نذكر الموت و الحساب و أن الله لن يترك الظالمين الذين يظلمون بعضهم بعضاً من التجار و الموظفين و العمال و المديرين و غيرهم.
و لن أطيل عليكم فبعد جوامع كلام سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم لم يبق لي كلام.