يندفع أحدنا في صباه وشبابه للدراسة
والتحصيل العلمي..
ثم يندفع مجدداً, بعد تخرجه, للإنخراط في العمل والتحصيل المهني..
يتزاوج ويتناسل, فيندفع أكثر نحو الانخراط في المزيد من العمل والتحصيل المادي..
يعتقد, وهو في الخمسين, أنه امتلك ناصية العقل
والفكر فتراه مفعماً بالاندفاع في نقاشه وحواراته وتحصيله المعرفي..
يأمل, في التقاعد, على أنه استراحة المحارب و أوان الاسترخاء والسعادة الأفلاطونية
مدفوعاً بحلم التمتع أخيراًً بما جناه عبر مسيرة اندفاعاته الكفاحية المديدة..
تندفع روحه الطاهرة صعوداً الى بارئها إثر ذبحة صدرية أو سرطان البروستات أو – في
أيامنا البهية هذه – قد يتشظى الى نحو بضعة ملايين من الجزيئات المجهرية بفعل قذيفة
هاون مندفعةً هبوطاً فوق محرق نافوخه.. أو ربما احتفل مع الأهل والأحبة طمراً تحت
وابل دفعة إهدائية من براميل بابانويل. ولأول مرة, بعد حياة حافلة بالكد والعطاء
والاندفاعات الحماسية, سوف لن يمارس شغفه الفطري بالاندفاع الذاتي بل سيقذف به
أحدهم دفعاً داخل حفرته الأبدية.
والسؤال:
ترى ما عساها تكون الدوافع الموضوعية وراء كل اندفاعات هالحمار؟
لاشئ, على الأرجح, باستثناء اندفاعه الغريزي لإنجاب حمير آخرين سيندفعون فيما بعد –
وبذات القدر من الحماس والبلاهة – لتكرار نفس السلسلة من هراء الاندفاعات الموصوفة
أعلاه!
تلك إذن هي دورة الحياة أو المياه..لافرق حين يكون الإندفاع سيد المواقف المصيرية.
اللهم يادافع البلاء إدفع بلواك عنا وأنت خير المدافعين عن عبادك الصالحين – آمين.
https://www.facebook.com/you.write.syrianews