أشرب قهوتي معك في هذا الصباح .. وكما اعتدت كل الصباح أن أسمع زقزقة العصافير وصوت الآذان ...
كما اعتدت أن أسمع كل يوم أحد أجراس الكنائس ... وهي تنادي ....
حي على الياسمين ... حي الياسمين ... واعتدت كل صباح أسمع فيروز وهي تغني لك فأمسك الناي وأعزف لحناً تحضر لشجنه من الجنوب بلابل محاورة ... كل الطيبين من بنوا لأجلك منازلاً أحجارها من جنة الله في الأرض ..
يا شآم ...
إني أسمع صوت نزار وهو ينادي ...
يا سريري.. ويا شراشف أمي يا عصافير.. يا شذا، يا غصون
يا زورايب حارتي خبئني بين جفنيك فالزمان ضنين
أنتِ يا شــــآم ...
حضارات وهدى للعالمين ... كيف يا شمي أخفي عشقي لك وأنت تسكنين بداخلي مثل العصفور داخل الصفصاف وأنا مسكون فيك عشقي لك يا شام تجاوز أزهار غوطتك ...
عشقي لك يا شام جعلني شامخاً مثل قاسيون الأبي ... عزفي لك يا شام لا يحب ان ينقطع ... وصوت ميادة القادمة من الشهباء وهي تغني لك ...
يا درة الشرق ويا منبت الياسمين ... لا تحزني من الزمان ولو بغى ..
وتعوذي بالحق من شرور الحاسدين ... فأنت أرض السلام والمحبة والرضا ...
يا شام ...
يا صباح الياسمين كيف أخفي عشقي لك و لؤلؤتك تنام بجانبي كل مساء كيف أنكر حبك وأميرك يزين حياتي كيف لا أكون منك وأنا في كل صباح أسمع صدى أبو خليل القباني من سماء عشقك وهو ينشد لك ...
يا مال الشام يا مالي ...
طال المطال يا حلوة تعالي ...
يا من كنت مليح الخصام ... وبديع الجمال ... سألتك الحب ... فأعطيتني لؤلؤة من أرضك ..
سألتك عن العشق ... فوهبتني أميراً جميلاً ... سميته ... أمير الشام ...
قاتلوني حين دعوتهم إلى توحيد حبهم لك ... كما قاتلت قريش خاتم النبيين ... حين دعاهم إلى توحيد ...
الله الذي لا إله إلا هو ...
كيف لا يقاتلوني ... وأنت تسكنين بوجداني ... تعيشين في دمي ... تمشين في شراييني ....
كم من شكى جرحه لك ... كم من عاشق سهر على ضوء قمرك في قاسيون ... كم من زهرة لوتس نامت في حنايا غوطتك ... وكم من زهرة يا سمين تزوجت بأمر منك ... كم لحظة ألم .. ودمعة حزن .. وصرخة حق .. كان منبعها قاسيون ... ومستقرها بردى ... ليشرب منه كل من لا يعرفك يا دمشق ...
آه .... آه ... آه ... يـــــا شـــام ...
كيف يمكنني أن أنسى صرخة أمل منك ...
( خبطة قدم طلع الأرض بدارها .. أنتوا الأحبة والكم الأرض صدارة )
تاريخك يا شام مكتوب من ذهب ... ومرصع على سيف دمشق ... تاريخك يا شام لن ينتهي ...
طالما نحن العرب .. إخوة نسب ...
يا رب يا الله ... إحفظ لي الشام ... أماً وعروساً ... يا كريم ... بعد موتي ... أكرم شامك بعاشق لها ...
فاق عشق نزار وميادة وأبو خليل وعشقي لها كيف أبعد عنك وأنا منذ عهد الأولين إلى أن أدفن في ترابك في حبك مفضوح ...
يا شــــــــآم ....