الانسان الاشوري
مسالم بطبعه اين ما حل و في اي دولة سكن. لم يكن ضد الدولة التي عاش فيها مهما كان
الحاكم عادلا او ظالماً و حتى لو كان يعاني الامرين في معيشته. و طبعاً هذا الكلام
لا ينفي وجود بعض الاستثناءات لان هذه هي سنة الحياة.
والانسان الاشوري بالرغم تنفيذه و عدم اعتراضه على اي شيء من سياسات او قوانين
الدول التي عاش فيها، حتى لو كانت ضده، و منذ عشرات السنين فانه لم تقم اي دولة
بحماية هذه الانسان الاشوري.
قد يقول قائل ان فرنسا قامت بذلك في ثلاثينات
القرن الماضي. لكن حسب معرفتي فان فرنسا كدولة محتلة حاولت ان تظهر كحامية
للأقليات كالمسيحية و غيرها كسبب لإستمرار الاحتلال وطبعا قد اكون مخطأًفي هذه
النقطة لان معلوماتي التاريخية ليست بهذا الكم الكبير.
اليوم تفاجئنا باخبار محزنة و مؤلمة عن هجوم كبير لتنظيم داعش الاسلامي على
القرى الاشورية المسيحية المسالمة في منطقة الخابور في سوريا و احتلال بعض
القرى و افراغها من اهلها و اسر اشخاص واستشهاد البعض. و عندما علم الناس بهذا
المصاب الجلل انفجر الفيسبوك على حين غرة.
البعض وضع اغاني حزينة و الكثير وضع صور القديسين و البررة و صور الصليب و شموع
و صلوات. البعض نشر صورة كنيسة محترقة على انها كنيسة تل هرمز والمفاجأة ان كل
وكالات الانباء نشرت خبر حرق كنيسة تل هرمز مع الصورة مع العلم ان هذه الصورة
قديمة لكنيسة احرقت في الموصل في العراق و ليست في تل هرمز و لكن الكنيسة التي
احرقت في سوريا هي كنيسة قرية قبر شامية.
الشعراء نظموا الاشعار الحزينة و الكتاب كتبوا قصصاً حزينة.البعض كتب مطالباً
بخروج مظاهرات و قطع الطرقات. البعض كتب مطالباً رجال الدين او الاحزاب بالقيام
بشيء ما و على عكسهم قام البعض باهانة الدين و رجال الدين و اهانة رجال الاحزاب..
وبالنهاية هذه كلها عبارة عن ( فشة خلق ) في الفيسبوك، اما على ارض الواقع......
لا شيء!
صديقي الفيسبوكي : ان قصيدتك التي نظمتها او القصة الحزينة التي كتبتها او
مطالباتكم لرجال الدين او الاحزاب بعمل شيء لن تنفع في هذا الوقت العصيب... كما
ان مطالباتكم بقطع الطرقات غير واضحة المعالم لاننا لا نعرف اي طرقات سنقطع و
ما الغاية من ذلك ؟ كما ان انه في اوربا والغرب عموماً فان قطع الطريق عقوبته
السجن و دخول السجن ليس حلا لانقاذ الوضع الحالي المتأزم في خابورنا الجريح.
اغانيكم الحزينة و اهانتكم لرجال الدين او للأحزاب لن بوفر الغذاء والدفئ
والامان لاهلنا النازحين.
البعض طالب بتوفير الدعم لاحزاب معينة و عدم ارسالها لاخرى.. البعض طالب بارسال
المعونة للكنيسة و عدم ارسالها للاحزاب.. وكلها مع الاسف حلول منقوصة وهي عبارة
عن فشة حلق في الفيسبوك كما ذكرت... الحلول يجب ان تكون عملية و اقصد بالعملية
التالي:
يجب اولا القيام بعملية المساعدة وليس فقط التمني.. كل شخص يريد ارسال مساعدة
اطلب منه ان يرسل اي مساعدة ممكنة لاهله اولاً مهما كان نوعها و من ثم يرسل
لاصدقائه.
كل من يريد ان يساعد حزب معين او منظمة معينة و يعرف انهم سيوصلون الامانة اقول
ارسل ما تريده لهؤلاء فاذا كنت ضد الكنيسة و مع الاحزاب والمنظمات فاني اشجعك على
ارسال مساعدتك لهم.
من لا يحب الاحزاب و يجب الكنيسة اشجعه على ارسال اي مساعدة يريدها للكنيسة من اجل
مساعدة اهلنا النازحين.... المهم الفعل مهما كان نوعه.
طبعا كل من كان يعيش في سوريا لابد ان يجد طريقة للمساعدة ومن ابسط الامثلة ان تفتح
منزلك الفارغ الذي تركته هناك للنساء والاطفال و الشيوخ. فتحت منزلي الفارغ في
الحسكة لاستقبال بعض النساء والاطفال.و هذا اضعف الايمان.
يمكن لمن يكون في بلاد الغرب ان التوجه الى المنظمات الانسانية كالصليب الاحمر او
الامم المتحدة و شرح الوضع المأساوي و مطالبتهم بالمساعدة و طبعاً عندما يجدوا
الكثير من الاشخاص يطالبوهم فانهم لابد ان يستجيبوا و لو قليلاً .
من الممكن التوجه الى اقرب كنيسة مهما كانت و شرح الوضع المأساوي وكما هو معلوم فان
الكنائس لها صوت مسموع في الغرب.
يمكن ايضاً شرح وضع اهلنا المأساوي لوسائل الاعلام الاجنبية لان الاعلام هو سلاح
العصر الراهن...
لذلك ارجو اعزائي التوقف عن فش خلقكم بكتابات الفيسبوك و القيام بعمل مجدي مهما كان
نوعه لايصال المساعدة لاهلنا المحتاجين و ايصال اصواتنا الى اصحاب القرار في العالم..
عل و عسى تتحرك ضمائر العالم لمساعدة شعب اعزل لم يلق المساعدة من احد حتى من اهله.
https://www.facebook.com/you.write.syrianews