توجهت للنوم بعد تعب يوم عصيب من أيام الدراسة لا أملك فيه من الوقت ما يكفي للمادة التي اقترب موعدها, وزاد أرقي خبرٌ فاجع ...... حبيبتي ستتزوج...!!!
زلزال ضرب أرضي, هد جبالي, دمر مدني, وأزاح مرساتي من الميناء الذي كنت أحسب أني أسكنه وتبدأ القصة عندما أهجع للنوم.....
وفي حلمٌ قد يعرفه كل الناس ولا أحد يجرؤ على روايته أفزع إلى خيالات الصبية أول بلوغهم الحلُم فتظهر حبيبتي بأبهى حلةٍ من غير ميعاد. حبيبتي التي دوني ودونها كل أسباب الأرض التي تمنع ارتباطي بها.
أبدو أنا وهي كأننا على ظهر سفينةٍ تشق عباب البحر. بحرٍ هائجٍ يحطم مركبنا بأعتى أمواج الغضب, ولا يطغى على ثورته إلا عواطفٌ هياجه, تجتاح صدورنا حتى تكاد تمزقها.
وبعد دقائقٍ طويلة مرت كأنها سنون الدهر في ليلةٍ مظلمةٍ وسط ذاك البحر الثائر; أرى نفسي ملقى على أرض جزيرةٍ خاليةٍ نائية. ليس فيها أحكامٌ أو قيودٌ أو قوانين, ولا سبيل للخروج منها أبد العمر, وفتاتي غائبةٌ عن الوعي ممدةٌ بجانبي وحولنا حطام سفينتنا قد ملأ الشاطئ.
أنظر للبحر وقد أصبح هادئاً وارتسم في أفقه البعيد قوسٌ من الألوان الزاهية.......أتذكر ما حدث في الليلة الماضية, وأيقظ حبيبتي بقبلةٍ تعيد لها الروح فتبتسم وتعلم أني وهي وحيدين ولا سبيل لمخلوقات الأرض إلينا وترمقني بنظرةٍ وكأنها تقول لي "ماذا تنتظر .....فلا نملك من أمرنا شيئاً وقد أجبرنا على ذلك ولم نختره لأنفسنا."
وهكذا.....يدور بيننا لقاءٌ حميمٌ حميم.
وتتواطؤ الضرورة بأحكامها لتلبي كل احتياجات الرغبة وتشبع ثورتي الجامحة فلا أنتهي حتى ينتهي الحلم ويهرب خيال حبيبتي بعيداً فاستيقظ وقد غادرتني نشوةٌ لا أحسب أن أجدها في الحياة البائسة
ولكن أي بأسٍ هناك.......... فهذا عالم الأحلام الذي لا يأثم فيه المرء أنى فعل. فكفاني من حبها الأحلام وليرحل واقعي حيث أراد فأنا أعلم ما أريد منه وكيف أريد.....