news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
اطلت الغياب ... بقلم : شمس الزيدي

لك يا من أطلت الغياب ومنعت من الإياب

لك يا من حجزت في أقبية بعيدا عن الحياة

لك زرعت بذور زهرة في التراب

فلطالما كان التراب والنبات مبعث لتحريك أملي المدفون في الغياب

زرعتها ورحت اقنع أناي الداخلي بأنه مع نمو هذه البذرة وتفته زهراتها سيعود أملي المفقود "أبي "


كل يوم اسقيها , كل ساعة كل دقيقة والثانية تتبع اللاخرى وأنا اخرج لأتفقدها واطمئن بأنها تنمو بسلام , فقد اعتاد أولاد جيراننا الأشقياء على تخريب واقتلاع نبتاتي الصغيرة .

عند بزوغ الفجر وحتى في ليلك الليل الحالك اخرج لأراكي لبرهة حتى إني اعتدت قضاء بعض الليالي ساهرة في غرفتي الباردة , مطلة من نافذي البائسة (( على الرغم من أن النوافذ عند اغلب البعض كانت مبعث أمل )) إلا أنني لم أكن أرى الأمل إلا في تلك النبتة وانتظار أزهارها . كثرة السهر جعلت حالة من الهذيان تتسلل إلى عقلي فأتخيل إحدى الوحوش التي اعتدت السماع عنها في قصص جدتي تهاجم محبوبتي الصغيرة في تلك الرقعة الترابية الصغيرة فأركض إليها مسرعة كأشباح الليل المرعبة لاحميها من ذلك الوحش . " مجنونة أنا أليس كذلك "

وهكذا مضت أيامي في تلك الفترة منتظرة تحقيق ما نسجته في خيالي بقدوم شخص غائب بنمو نبته وتفتح أزهارها . بعد مرور ما يقارب ال 3 أسابيع أينعت بذرتي ظهر ذلك العرق الأخضر الجميل رحت أقول في نفسي اقترب مجيئه سوف اهتم بها الان أكثر فأكثر لتنمو بشكل أسرع ويأتي إلي بأسرع وقت.

أزهرت نبتتي بزهرة بيضاء ك صفاء قلبك رائحتها كانت تنعش ذلك الحنين في قلبي كل ما نظرت إليها انتابني شعور غريب مزيج من فقدان الأمل المتدرج لعدم قدومك مع دخول أمل صغير ليبعد تلك الخيبة عن قلبي . تنطفئ أولى زهرات نبتتي ولكني لا افقد الأمل بظهور زهرة أخرى بيضاء اللون , عادت الابتسامة على وجهي ( سيأتي .. سيأتي .. سيأتي ..)

سرعان ما تختفي ابتسامتي بذبول زهرة نبتتي الثانية . لا اعلم ما هو سر هذه النبتة ربما لم تكن تفضل أن ترى خيبة أملي فتزهر بزهرة ثالثة بيضاء اللون أيضا. لم أكن استغرب من اللون الأبيض المتكرر في زهراتها فقد كنت متيقنة أن هذا اللون هو الوحيد القادر على أن يمثلك ويتكلم عنك ( مع العلم أن زهرات نبتتي من الواجب أن تكون ملونة بأحمر وزهري )

ذبلت هي الأخرى وهذا أمر طبيعي ولكن الغريب أن نبتتي بعد نمو الزهرة الثالثة ذبلت يبست اختفى لونها الأخضر الجميل تفتت أوراقها تحولت إلى غصن قاس بني اللون لا اعلم السبب ربما تعبت وما عادت قادرة على الوقوف بجانبي ما عادت قادرة على مساندتي . غضبت في ذلك اليوم تركت نبتتي تلفظ أنفاسها الأخيرة دخلت إلى غرفتي حشرت نفسي في إحدى زواياها مخبئتا نفسي تحت الغطاء والدموع تنهمر من عيني - آه يا أبتي –

ضميري راح يؤنبني لتركي لنبتتي بأصعب حالاتها لوحدها انتشلت نفسي من تلك الحالة البائسة ودعت نبتتي وزرعت بذور أخرى أملا بعودتك

https://www.facebook.com/you.write.syrianewss


2015-04-20
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)