أعزائي القرآء سلام من الله عليكم والرحمة والبركات , اليوم نجري مقابلة صحفية فريدة من نوعها , مقابلتنا اليوم مع شخصية ليست من شخصيات السياسية التي ذاع صيتها في العالم أو الاقتصاد التي برز نجمها في عالم المال والاعمال أو شخصية فنية لمعت على شاشات التلفزة .
اليوم نجري مقابلة مع شخص أفنى ويفني حياته من أجل أن يعيش الأخرون , أعزائي القراء رحبوا معي بالسيد ماء .
السيد ماء : أهلاً وسهلاً .
سيدي : نريد اليوم أن نناقش معك مشكلة الهدر وسوء استخدامك من قبل بعض الناس
المستهترين , والسؤال : خبرنا عن معاناتك مع الناس المستهترين ؟ .
السيد ماء : هذا سؤال مهم , كما تعرف لقد عانى الناس منذ فترة ليست ببعيدة من كثرة
الأيام في انقطاع المياه على المدينة بسبب أمور متعددة , فكنت أغيب عن المدينة مدة
اسبوع أو أكثر وعندما كنت أزور المدينة كانت زيارتي تقتصر بسويعات قليلة .
سيدي : لماذا كنت تغيب لمدة طويلة عن المدينة ؟ .
السيد ماء : أمّا طول غيابي عن المدينة فكان له سببان : خارجي (خارج المدينة )
وداخلي (داخل المدينة) .
نعم سيدي : هلّا وضحت لنا هذين السببين من فضلك ؟ .
السيد ماء : أبدأ من السبب الخارجي والذي كان أساسه بعض الصخور السوداء والحفر
المظلمة التي كان همها منع وصول المياه إلى المدينة , ولم تكن الصخور والحفر مهتمين
بأحوال الناس في المدينة العطشى .
أمّا السبب الداخلي فيكمن في بعض أهالي المدينة الذين تعاملوا مع هذه المشكلة بكل
استهتار , وأقصد هنا السكان الذين يعيشون في المناطق المنخفضة , فعندما كنت أزور
المدينة كنت في البداية أزورهم , وبعد أن يأخذوا حاجتهم من المياه كانوا يقومون
بغسل جدران منازلهم وحتى الشوارع كان ينالها نصيبها من الغسل , والذي كان يمزق قلبي
أكثر هو ذاك الرجل الذي يضعني في مرحاض بيته ويتركني بينما جاره يبحث عن المياه من
كل مكان , فكان وأطفاله يهرولون على البيوت المنخفضة بحثاً عن المياه , فينقلوا
المياه على أكتافهم تحت لهيب الشمس المحرقة فكان قلبي يتفطر على هؤلاء الأطفال
الذين حرموا اللعب لكي ينقلوا الماء إلى بيوتهم بل وحتى الكبار .
سيدي : هل تريد أن توجه كلمة أخيرة للناس في نهاية اللقاء ؟ .
السيد ماء : أقول للناس في كل زمان ومكان أن يحسنوا معاملتي ويرشدوا استخدامي
ويستفيدوا من هذه التجربة التي مرت بهم ويأخذوا العبر منها لكي يتعلموا منها
ويعلموا أولادهم قيمة المحافظة على الماء لأن الماء هو نبع الحياة وأساسها وبدون
الماء يعني الموت , عليهم أن يعرفوا أن المياه هي ليست ملك هذا أو ذاك بل ملك
الجميع للبشر للشجر وحتى الحجر , فليحافظوا عليها ليرثها جيل بعد جيل ولكي تبقى
المياه لهم وعندهم .
سيدي : في النهاية نشكرك على هذه المقابلة المفرحة المحزنة ونرجوا أن نلقاك في ظروف
أفضل , علنا نلقى أذناً صاغية واعية لقيمة المياه .
السيد ماء شكراً لكم وأتمنى أن أبقى معكم فحافظوا عليّ .
https://www.facebook.com/you.write.syrianews