news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
بيتنا في سوريا ... بقلم : كابي يوسف

كنت اشرح لجوزيف ابني البالغ من العمر 9 سنوات الفارق بين البيت الذي يملكه الانسان أو يستأجره، وفي محاولة مني لرفع معنوياته قلت له يا بني في كندا بيتنا بالإيجار، لكن في سوريا بيتنا ملكنا، والملك لله.


فانفرجت أسارير جوزيف وبادرني بالقول: شو بحب ارجع عيش بسوريا يابابا. فسألته: لماذا ؟ فأجابني: لأن بيتنا هناك. رحت أتأمل في كلمات طفلي الصغير، لكنها الحقيقة التي لا جدال فيها. نعم يا بُني بيتنا هناك، وبيت الجيران وبيوت الأحبة الكثر أبناء البلد العظيم.

 

نعم يا بُني بيتنا هناك،حارتنا،ذكرياتنا بحلوها ومرها. ماضينا وحاضرنا، مستقبلنا لأننا لابد أن نرجع، لابد أن نقهر الرغبة في السعي نحو الأفضل خارج حدود بيتنا الكبير، والحقيقة أن الانسان لا يرتاح الا في بيته.

 

نعم يا أبو الجوج بيتنا هناك في سوريا الغالية الصامدة الشامخة شموخ أبطالها ورجالاتها، مآذنها وكنائسها. نعم يا غالي بيتنا هناك، ورب البيت أيضاً لأنه يوجد إله في السماء يحميها، يقوتها، يذود عنها ويحفظها من كل ضعاف النفوس والمخربين، من الفساد ، من الغدر والخيانة.

 

بيتنا هناك يا بُني، وصاحب البيت جدك وجدتك،عماتك، أخوالك ومع اني لا أخ لي بالدم لكن اخوتي هناك كثر ومن كل الأطياف. نعم يا أبو الجوج بيتنا في سوريا، وسوريا يا حبيبي بيتنا الذي لن يترك لنا خراباً. سوريا بيتنا، ولن يعمر البيت الا بأهله، بشرفائه الذين يسعون جاهدين ليظل مرفوع الرأس كما عهدناه، كريماً، خيراته لجميع أبنائه. لا ظالم فيه ولا مظلوم، والحق فيه لا يضيع، والعدل سيد الحكم.

 

أهل البيت يا جوزيف يختلفون لكنهم سرعان ما يتذكرون انهم إخوة وأهل، والدم لا يصير ماء الا ليسقي تراب الوطن الغالي.

 

2015-06-23
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)