قرأت العديد من المساهمات سواء في سيريانيوز أو المنتديات والمدونات ، لكني وجدت أن كتابات الكاتب المبدع سامي السعدي تفوق الوصف ، خلال قراءتك لمقالاته تشعر بالعفوية والبساطة في كلماته ، بل أنه ينشر المحبة والتعاون من خلال مساهماته الخفيفة والجميلة ....
في آخر مقال له وكان عنوانه (المشهد الذي ابكاني كثيرًا) تحدث فيه عن البر بالوالدين وخاصة الوالدة وتحدث عن مشهد شاهده في مسلسل (الدبور) ، ولا أخفيكم أنني بعد قراءتي لمقال سامي السعدي توجهت فورًا إلى موقع اليوتيوب وشاهدت المشهد الذي تحدث عنه ، وبالفعل كان المشهد مؤثر ومبكي ، واستطاع ملك الدراما السورية الفنان سامر المصري ان يبدع في أداء الدور ....
يعجبني في كتاباته أسلوبه في اختيار المواضيع وصياغتها بأسلوب الكتّاب المحترفين في الكتابة ، ويعجبني فيه أيضًا بساطته في طرح مواضيعه ، أشعر بأنه يتكلم بلسان الانسان العادي الذي نجده في المصنع والمدرسة ونقابله في الشارع وفي المقهى وفي التاكسي وفي القطار ، بل أنه لم يخفي حبه للفنان (سامر المصري) وإعجابه به ، بل تمنى أن يكون بجواره ممثلا في أحد المسلسلات ولو في دور الكومبارس وأبدى إعجابه بالفنانة الرائعة (كاريس بشار) ووصفها أنها (أميرة التميز وملكة الجمال) وتحدث عن مسيرتها الفنية ، وأبدع كثيرًا في مقاله عن فنان العرب بلا منازع (محمد عبده) وصدح بأغانيه من خلال مقالاته ، وختم بعض مقالاته بكلمات من أغاني فنان العرب ....
نعم قد نختلف مع الكاتب سامي السعدي في إعجابنا بالفنانين والفنانات ، وما يناسبه قد لا يناسبنا ، ولكن كتابات سامي السعدي تكتسي بالوفاء والمحبة ، حتى في مقالاته عن زيارته لدمشق وحلب كانت العفوية والبساطة واضحة في مقاله ، نعم قد تكون بساطته جعلته يكشف عن أمور لم يكن مناسبًا أن يكشف عنها ولكن أعجبني أسلوبه في رد الجميل إلى أبناء سوريا ، قد نختلف معه في ما حدث بينه وبين زميلته ولكن هل الرقص أمام الضيوف حرام والرقص على شاشة الفضائيات حلال؟؟ قد نكون بالغنا كثيرًا في هجومنا على الكاتب سامي السعدي في هذا الموضوع ....
الكاتب سامي السعدي قدم اعتذاره في مقالين : الأول عن موضوع زواج السعوديين بالسوريات ، والآخر بعد مقاله عن زيارته لدمشق ، ومن النادر نجد كاتب يعتذر لقرائه عن أخطاءه أو أخطاء غيره ، وهذا يدل على أخلاق ابن الصحراء الذي تعلم من الصحراء مكارم الأخلاق ، ولم يكابر أو يتردد في تقديم الاعتذار ولم يكتفي بذلك بل طلب من زميلته أن تقدم اعتذار عما كتبته في إحدى مقالاتها ، من يقرأ مقالات سامي السعدي يشعر أنه يتحدث مع سامي شخصيًا ، فهو يعيش معنا ببساطته ويشاركنا في أفراحنا وأحزاننا ....
سامي السعدي .... اسم سيبقى لامعًا في فضاء سيريانيوز ، نعم في الآونة الأخيرة افتقدنا لمقالاته ، ولكن نرجو أن يكون غيابه هو عبارة عن استراحة محارب ، ويعود إلينا ليأخذنا معه في فضاء البساطة والعفوية .....