news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
شعر
رسالة الى سيدة دمشقية ... بقلم : أحمد محمد علي الاعرج

تسألني سيدة عجوز
تبيع الورد على ناصية الشارع
في ليل يوم ناصع البياض
أتحب دمشق
و انت الغريب


ابن شوارع القدس و بيارات يافا
و كروم الخليل
أجبتها يا سيدتي
لدمشق سحر لا شفاء منه
حين نراها لأول مرة

ننحني للياسمين
و لأزهار المشمش و أسراب اليمام
في نيسان



هي دمشق
تلتقي فيها ينابيع الأيام
فترسم على شفاه الرمان
ليل كانون الأبيض
شالا مزركشا من الحرير
و اوراق الجوري
والحور و القرنفل
 


تصطف على امتداد الزمان
ربيعا بلون السماء
منتصف النهار
تناظر بردى ينساب بين ثناياها
باقة من حروف آرامية
تزين عنقا من المرمر
لصبية في عقدها الثاني
تعانق وجه القمر
 


تكتب بأحرف الأرجوان
وخيوط الزنبق
حكاية الليل
نرجسا بريا
فتعيد ترتيب القوافي
تاريخا و انجما



في دمشق
صوت الصباح
أنشودة للمطر
دخان المواقد القديمة
يغازل فنجان القهوة
يقطف من باحة المنزل القديم
و عطر النساء
 


تحط السنونو على أطراف النوافذ
تصغي لفيروز تشدوا
همسات في المدى البعيد
ضحكات الأطفال
اجنحة تنشر أشعة الشمس
صورا و بعض ورود و ندى
 


بائع الفول في اخر الزقاق القديم
صور ارتحال النارنج
على الغمام
بيوت متلاصقة في باب توما
في الحميدية
قصص بعمر السماء
موشاة بالزمرد
و رائحة الكستناء
 


تتساقط اوراق التوت
تعانق السماء
تكتب في صفحة بيضاء ناصعة
قليلا من العشق و بعض قبل
ورسالة كتبتها ابنة الجيران
في اخر الزقاق
 


لفتى في منتصف العمر
أشقر الشعر
ازرق العينين
مبتسما للفجر
يحمل في يديه باقة ليلك
و بعض حبات القمح
و أمل بغد ربما طال قدومه
لكنه اجمل من أمس
 

بارد قاتم
معتم
وحيد



في دمشق يا سيدتي
كل حجر يروي أسطورة
او قصيدة
او أغنية
كل زاوية وًناصية لها
في كتب التاريخ رواية
ربما اكثر
 


في باب توما
روت الأساطير
ان فتى من بلاد بعيدة
ذات صباح
افتتن برائحة زهرة الياسمين
فتسلق شرفة منزل قديم
باحثا عن سر دفين


لمحت عيناه صدفة
فتاة دمشقية تداعب ماء البحرة
تغني للعصافير
للنرجس لميلاد الشمس
هامسها بقبلة
فكان الربيع
ان مررت بالحميدية
 


يستوقفك عطر المسك
و خليط التوابل
و موسيقى الباعة المتجولين
بعض صبية يغازلون القرنفل
و الحرير و الجاكار
نسوة متشحات بعبير الليلك
في عيوهن ترنو الى المها
فترى انعكاس القمر
رخاما أبيضا
ناعما
كألف غيمة و غيمة
كالإقحوان
 


كموكب ثلج ناصع البياض
في نيسان
كالعروس يوم الحناء
خجلة نضرة يانعة دافئة



يا سيدتي
ان دمشق توأم الروح
شقيقة الكون
شمس الكواكب
هنا قصر العظم
نهر بردى
قاسيون
ساحة المرجة
كل الارصفة
ارض المعرض
اول معبد
اول كنيسة
اول المآذن
 


الصلاة الاولى
القبلة الاولى
التقاء العشاق و النساك
و الشعراء
فيها إكاليل من مشمش
و لوز و زعتر
فيها تناثر الحمام
على امتداد العصور
وردا
و بعض من ألوان الطيف احمر

 


فيها القدس والقاهرة
تونس و مراكش
فيها تولد القوافي
و الأغاني
انجما
كواكبا
و مواكب فرح
 


هي دمشق
قصة الامس
أسطورة اليوم
الحكاية
و البداية

https://www.facebook.com/you.write.syrianews
 

2015-09-28
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)