و أنا في انتظار الغرق.. مللت و أنا
أعد الموجات المتساقطة على رئتي بغضب..
و كنت قد زرعت أنفاسي بتأنٍ شديد في صدري..نفساً نفساً..قهراً قهراً.. وأنا في
انتظار الرب..
بكيت..حتى ظننت بأني أغرق في دمعي، ولربما فعلت... سبحت أحلامي بعيداً عني..
رأيت حطامها ياأمي.. روحي تمزقت
سحبنا الموت أنا و أحلامي معاً يا أمي... وبينما كنت بين الموجة والموجة أترنّح في
انتظار الغرق.. مارست ياأمي البرد بشجاعة..والاختناق باحتراف..والقهر بشمم.. انتظرت
موتي كالأبطال على جناح الموج... على جناح الألم!
استوطن الملح قلبي فجأة.. ونمت... لربما في الحلم.. رأيت يد البحر تسدلني على سريري
بسلام..وهمس في أذني بأني سأجدك هنا.. أمي..مذ افترقنا في الماء و أنا أبحث عنك..
أين كنت؟ ...... ياصغيري.. عندما نختار النار كأداة للموت في هذه الحرب بعبثية ..
فيسخر منا القدر ويختار لنا الموت غرقاً.. عندما لايطفىء كل هذا البحر، نار الحرب
هذه ويختار أن يطفىء أرواح أطفالنا..فلابد اذاً أن نستنتج حينها.. بأن الله يقف
عاجزاً!
فيا أيها الغافي في حنايا موتنا ..متنا نحن و لم تمت.
ياأيها الصافي تزيد من عكارتنا.. ذهبنا في الوحل بعيداً ولم نعد!
اردنا الحياة و الوطن ... لكن لا الحياة ولا الوطن ارادنا
كل منهم رمى بنا الى شاطئ مهجور نستغيث للرب .. الذي ادار وجهه عنا ايضا ووقف عاجزا
مرة اخرى
...... البحر غضبان..ارسل لنا صرخة .. متى ستغضبوا انتم وتصرخوا: كفى موتا
يا رب اليك صرخت .. فاستجب
--