news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
بكره حيكون احسن ... بقلم : وليد المدني

استيقظت من نومي ككل صباح يداعب النوم جفوني
و مع اول اطلالة لم أري غرفتي كما تعودت عليها
رأيت غرفة نوم غريبة
تغزوها قطع غريبة من الموبيليا و تتوسطها تسريحة ذات مرأه كبيرة مرصوص عليها كميات كبيرة من الاكسسورات النسائية التي لم تعرف طريقها لي
لقد اصبح سريري اكثر اتساعا
اخذت افكر اين انا هل مشيت اثناء نومي حتي دخلت هذا البيت الغريب


اخر ما اتذكره هو طبق البيض بالفول الذي اعدته لي والدتي و حديثي مع والدي انه الان اصبح فخور بي لاني قد تخرجت من الكلية و رفعت رأسه عاليا بين اصدقائه و لابد لي ان اجد في البحث عن عمل حتي اكون مستقبلي
بينما افكر جاهدا شق الصمت صوت انثوي من خارج الغرفة
- انت صحيت يا ابو محمد
ماذا يجدر بي ان افعل هل اهرول خارج هذا المنزل الغريب خوفا من ان يقابلني ابو محمد و يظن بي الظنون
نهضت بهدوء شديد خوفا من احداث أي ضوضاء و اتجهت الي باب الغرفة علي اناملي
 


و اذا بي اجد طفل لا يتعدي الرابعه من عمره يجري مسرعا تجاهي و يصرخ بااااااااااااااااااابا و يتعلق في ارجلي
سرت في جسدي كله رجفه من هذا الطفل
الي هذه الدرجه لا يفرق بيني و بين والده و كيف لي ان اكون والد هذا الطفل و انا لم اتعدي الرابعه و العشرون من عمري و لم يسبق لي الزواج
قطع تفكيري ظهور سيده خلف هذا الطفل تتقدم نحوي
اه لقد كشفت ستقوم الان بالصراخ و طلب زوجها لتسليمي للشرطة و لكن ماذا سارد عليهم بماذا سابرر وجودي في منزلهم
 

 


- صباح الفل يا ابو محمد
نظرت شاردا لمن هذه الجملة و اذا بها تخاطبني انا
من هذه السيده ومن هذا الطفل
 


- ادخل الحمام علي بال ما اعملك الشاي
وجدت نفسي انطلق هاربا منهم و قد وجدت طوق نجاتي في الابتعاد عنهم و دخولي الحمام و اغلاقه علي نفسي
اخذت اصارع نفسي من التفكير اين انا و من هؤلاء الناس الذين يعتقدوني شخص اخر
اخذت ادور حول نفسي في الحمام و كاني ابحث عن نفسي و توقفت فجاءه عن صورة لرجل اشيب الشعر في الاربعين من عمره
من هذا الشخص و لماذا وضعت صورته في الحمام
ما هذا انه يتحرك
لا ليست صوره
 


انها مراه تعكس صورتي انا
هل نمت لمدة عشرون عاما
كيف تغيرت هيئتي
اين سنوات عمري
اين ذكرياتي
لم اجد أي اجابة لسيل الاسئلة في رأسي
 


رأسي ستنفجر من كثرة التسأولات
من يشرح لي ما انا فيه الان
استجمعت شتات ذهني و قررت المواجهه
 


فتحت باب الحمام الي الدنيا الغريبة علي و ذهبت الي صحن المنزل و جلست علي اريكة و الطفل لا يزال يقفز فرحا بجانبي
و بصوت خرج مرتجفا غصباً عني
 


- يا ام محمد
- يا ام محمد
اتت السيده التي استقبلتني و قد حملت قدح من الشاي
و بابتسامه جميلة قدمته لي و جلست بجواري
 


نظرت اليها بتسأل فوجدتها تسألني
- ايه مالك خير في حاجه تعباك و لا ايه
نظرت اليها في حيرة و الكلمات لا تجد طريقها للخروج مني
و رددت متعثرا ممكن اسأل حضرتك سؤال
ضحكت معلقتنا
- و ايه لازمت حضرتك شكلك كده عاوز تتخانق
 


لم اعرف بماذا ارد عليها و سكت لحظة
و نسيت كل ما كنت انوي السؤال عنه ووجدت نفسي اسألها يأسا
 


- اين ابي
نظرت لي باستغراب و حيرة و اجابت
- الله يرحمه هو انت حلمت بيه
ماذا والدي مات
كيف
 


مات من كان سندي في دنيتي
مات الس......
انت مالك يا ابو محمد فيه ايه اتصل بالحاجة تجيلك
رددت في سرعة
- اين هي
- في البيت
- و اين هذا المنزل
- بجوارنا انت مالك النهارده اجيب لك دكتور
- لا احضري لي امي
 


ذهبت للاتصل بالهاتف وساد الصمت بيننا و انا كل امل ان اجد اجابتي عند والدتي
مرت الثواني كالسنين و انا احدق في الاشيء و الطفل الصغير يقفز فرحا من حولي
رن جرس المنزل و فتحت زوجتي الباب فدخلت سيده في العقد السادس او يزيد من عمرها تمشي بوهن
 


- مالك يا حبيبي خير ان شاء الله
انها توجه كلامها لي
اتكون هي امي
ااصابها ما اصابني
 


كيف ذلك
اقتربت مني و جلست بجواري و مدت يدها تتحسس شعري بحنان
ما هذا انه نفس دفء مشاعر امي نفس احساسي بالراحة
انها حقا امي
وجدت نفسي و قد ارتميت في حضنها و كاني اخفي نفسي عن كل هذا العالم الغريب عني
 


نعم انه حلم ستاتي امي لتيقظني منه
كيف تمر سنين عمري دون ان اشعر
- مالك يا حبيبي انت تعبان و لا ايه
- نعم انا مريض يا امي و لكني لا اعرف ما هي علتي
- احكيلي يا نور عيني
 


وجدت الكلمات تنساب من فمي بلا قيود
و الدمع يتساقط كالمطر الغزير
حكيت لها كل ما انا فيه و ما اشعره
و هي لم تفارقها الابتسامة الحنونه
 


رتبت علي كتفي و اخذت تداعب شعري الاشيب و هي تهمس في اذني
- عمرك ذهب سدي يا ولدي
- نعم لم تحقق طموحك
- لم تكن ما رغبت ان تكون
- لم تكن وحدك الذي ضاع عمره دون ان يشعر
- انه جيلك كله
- لكن بكره حيكون احسن
 


هنا لاح ضوء خافت في عقلي و اخذت اردد ( بكره حيكون احسن )
لقد تذكرت
نعم لقد تذكرت
و يا ليتني ما تذكرت
نعم انا من جيل سلب حلمه قبل ان يولد
 


جيل ترعر في احضان نظام فاسد قاتل للاحلام
نشأنا علي مصطلاحات اصبحت محفوره داخلنا
الرشوة – الواسطة – المحسوبية
جيل تحمل مالا يطيق املا في غدا افضل
(بكره حيكون احسن ) عباره رددها جيلي املا في ان تتغير منظومة لعينه
 


و لكن لم يأتي بكره
لماذا لم تمحي ذاكرتي نهائيا
نظرت لزوجتي و لامي وولدي نظرة يأس
و ذهبت لانام في انتظار بكرة


https://www.facebook.com/you.write.syrianews

2015-10-25
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)