ريحٌ
عليّاْ تهبُّ تناديكمْ من أقصىَ الشَّرقِ
اتركواْ
فلذةً منْ كبديْ
اتركواْ
ابنيَ المشرَّدِ
إذاً
تقولُ الرِّيحُ إنَّنيْ عربيٌّ
تقولْ الرَّيحُ.....
يا أشجاراً
أخُلِقْتِ حقاً لتصُدِّيْ رياحاً
هامدةً
كنسمةِ الطَّيرِ
رياحاً
أتتْ منْ أقصىَ الشَّرقِ
فالشَّرقُ
كالوردةِ تُقْطَفُ أَوراقُهاْ فيصمدُ
عبقُ
الوردِ فيهاْ ولكنْ إذا ما بُعثِرَتْ أوراقُهاْ
فتصبحُ كمسودَّةٍ نقَّطَ التَّاريخُ
عليها حبراً من أقلامٍ لكتّابٍ عَليهِ
قَدْ
أَتواْ منَ الغربِ منْ وَسطِ السّطورِ
إذاً
تَقولُ الريّحُ إنَّنيْ وَرقةُ وَردةٍ مِنَ العربِ
تَقولُ
الريحُ.....
بِلسانِ
العدلِ أَنتم يا من اْدعوتمْ أنَّ أَسدكمْ
قطَةٌ
تَلعبُ بَينَ أَصابعِ كُلِّ سْاكتٍ مِنَ العربِ
أَأْصبحتم
ضيوفاً قَد أَقامواْ عِندَ بَدَويٍّ
فَأضافهمْ مِنْ سِكّين ِضيافةِ الكرامِ
فَهلْ
يَسرقُ الضَّيفُ غِمداً مِنْ ضِيافةِ
بَدويّْ
اْتركواْ وَردتيْ فَستكونونَ عْاجلاً
أمْ آجلاً
وَردةً
وَلها ضَريحُ شوكٍ مُبعثرٍ
إذاً تَقولُ
الرّيحُ لِلصوصِ الزَّمانِ
اْتركواْ سَرقةَ الكرامِ
تَقولُ الرَّيحُ.....
أَوَلمْ يأتِ
رَبيعُكمْ على خَريفٍ
مِنْ رَشّاشاتِكمْ
فَأصبحتمْ
عَتاداً للشِّتاءِ مُبهراً
فَلنْ تَسرِقواْ
شَجرةَ الزَّيتونِ فَجذورُهاْ
مُمسكةٌ
بِيدِ الحاضرِ
والماضيْ فَذهبَ القلمُ
إلى السِّجنِ حُرٌّ
فَاكتبْ ما لم
تَرَهُ العيونْ اْكتبْ وارْسمْ على
فَراشَةِ
الشِّيوخِ وَلتكنْ أزهارُهاْ ألواناً
إذاً لم تشهدوا أن
الرّيح َقالتْ
فلسطينُ..لي..وَبيْ..وَمنّيْ..وجزءٌ
وثلثٌ وكلُّ
الأرقامُ
منّيْ أنا رياحُ
الشَّرقْ
أُطالبُكُمْ بأنَّ
عيونَكمْ قد وصلَتْ
إلى
سَماءِ الصَّفاءِ فيا غيومُ ألمْ تكونيْ
منْ ماءِ
الحياةِ فابتعديْ فَلا أُريدُ
أن ْ
يكونَ حربيْ معَ برْقٍ ورعدٍ ومطرٍ
للحياةِ مُبشِّرٌ فابتعديْ عن فلسطينَ
{أولمْ تَقُلْ
رياحُ الشَّرقِ إِنَّهامن كلِّ
البشرِ إِنَّهاْ ابنتُهاْ الضَّائِعةُ بَينَ الأَدْغالِ }