كلاوديا على ذلك الجسر المعلق كانت تقف لتلتقط الصور ،صوراً لمدينة تطوف بين الغيم لا تعرف فيها السنة سوى فصلين الشتاء والخريف ولكن كلاوديا كانت تمثل لها الربيع فحين تسير بشوارعها تزهر الأغصان و يذوب الثلج عنها و يتفرق الغيم حتى العصافير كانت تعشقها تتجمع من حولها تغرد لأجلها محاولةً إغوائها برقصة لتتلوى ولكن كلاوديا كانت تبحث دوماً عن الهدوء تعاكس الطبيعة بنواياها فقد عانت كثيراً من شفافية مشاعرها و صدق تفاعلها مع من تحب ليغدر بها الزمان بحبٍ كاذب قد جعل منها عشيقة
أحبت كلاوديا ذلك الشاب الوسيم المسكين الذي لم
يعرف أنثى من قبل ،هو أحب فيها ملامحها كبريائها و تواضع مشاعرها فمنذ أولِ لقاءٍ
بها وقع في حبها وجد فيها كائناً غريب إجتاح عالمه بنظره، ملك قلبه بلمسه غيّر فكره
بضحكةٍ بريئة
هي بدأت قصتها معه بدايةٍ غريبة أحبته بدافع الشفقة أو الإشتياق لإنسانٍ خام لا
يحمل في كيانه نوايا الغدر أو الإستسلام آمنت بأن الحب الأول لا يموت ولا يحتاج لأي
وعود ليحيا لأنه لاينسى حتى حين يرحل عنا
وبعد بضعة سنين أحبت بأن تفاجأه بمولود يثبّتُ علاقتهما يتوّج محبتهما بلا عهود ،فتفاجأت
منه بقرار الرحيل رغبته كانت بالبقاء معها وحيداً دون بديل ،بلا طفلٍ
او أسرة أراد علاقتاً حرة لا مسؤولية فيها تستوجب تقييد الخيار او الإلتزام
بقرار..."لا شيء عفوي كل شيءٍ يجب أن يكون مدروس" هذه كانت حجته قبل أن يرحل
ربما لم يخنها مع أنثى غيرها وإنما خانها مع نفسه حين فكر بأنانيته حين أنكر مشاعره
حين رفض مشاركتها حلمها بأن تكون زوجة و أم ..فأحبها كزوجة و خانها كأم وتخلى عنها
كلاوديا لم تنحني أو تستسلم أنجبت طفلها وبقيت لأجله تبتسم ،هنا ولد سر جاذبيتها
لماذا الطبيعة تعشقها و ابواب المدينة تفتح لأجلها؟
لأن المرأة التي لا تنكسر لجرحها تكويه ولا يسمع صوتها توازي ألف رجل بشجاعتها
في كل مدينة تحيا كلاوديا تلك المرأة التي تجذبك رغم حزنها وهمها ترسم لك بسمةً
سرقت منها.. لا يمكن أن تصادفها يوماً دون أن تعشقها.
https://www.facebook.com/you.write.syrianews/?fref=tss