الخطوة التي اتخذتها التربية والتعليم,في تغيير المناهج وما تبعها من خطوات,أدّت إلى إرباكات كثيرة,كان بالإمكان تفاديها,لو تمّ حساب هذه المعوقات الحاصلة, قبل حصولها, وذلك بدراسة وافية :للهدف, والوسيلة.
وان سلّمنا بصحّة الهدف... وهو الارتقاء بالمستوى التعليمي في مدارسنا, وسلّمنا بأن الوسيلة هي المعلّمين والمدّرسين....والطلبة, هل يقود ذلك إلى نجاح الخطوة؟؟
لا أظن أننا ببالغيها ! لأن الطريق إلى ذلك,وكيفية تطبيق ذلك, لا يتوافق مع نقص قاعدة يستند إليها حاضنة ترفد الهدف والوسيلة, وتدفعهما إلى تحقيق التقدم , واللحاق بالتطور الحاصل والمتزايد في المجتمعات المتطورة.
ما أعنيه من هذا الكلام هو تسليط الضوء على واقع الهدف والوسيلة بدراسة واقعيّة, ترصد وتحدد الإمكانيات وسبل تطويرها لتلاءم النقلة النوعيّة الهامة في مسيرة التربية والتعليم, لتغيير يجب أن يأخذ مكانه في تفكير وعقول العاملين في هذا الحقل. وهنا لابدّ من الإشارة إلى أن النهوض للسعي إلى الأمام يتطلّب أدوات تحقق الهدف من هذا النهوض ومن هذا السعي, ولا بدّ أن نبدأ من غرفة الصفّ بما تحويه وتحتويه .فان كانت تنوء بما تحمل,فهذا سوف لن يساعد في اللحاق بأي ركب, وأول ما تحمله هو عدد الطلاب في كل شعبة!! ناهيك عن عدد المقاعد.
وأذكر يوم رغبت بتسجيل طالبة في مدرسة قريبة قال لي المدير:
أن أحضرت مقعدا تجلس عليه "طالبتك" سأوافق على التسجيل, وهكذا تم التسجيل!!! ما أود الإشارة إليه , إلى أن تأهيل المدارس ورفدها بما يلزم....يعاني ما يعانيه..
وان كان للضرورة أحكام, و يتبادر إلى الذهن مستلزمات تغيير المناهج وقد بات واضحا أن الحاسوب"الكمبيوتر المحمول" هو من مستلزمات وأدوات العمل في الصفّ للطالب كما المدرّس على حد سواء.
إذ قد أصبح الوسيلة في إيصال المعلومة وأيضا الوسيلة في البحث عنها, وبحساب بسيط نجد أن المطلوب ليس أقل من مائة ألف حاسوب محمول لزوم , وفي هذا الخبر دعوة إلى المستوردين أو العاملين بالتجارة إلى حزم حقائبهم والتوجه شرقا إلى الصين الشعبيّة لاستيراد مائة ...
وخمسين ألف حاسوب لزوم الأساتذة والطلبة ناهيك عن ملايين الأقراص التي يفضّل أن تحمل العابا مسلّية لديها القدرة الكامنة على تعطيل الحاسوب أو أجزاء منه أن كان عصيا في اختراقه من قبل من لهم مصلحة في ذلك!!!
قد يبدو ذلك مضحكا ولكن " شر البليّة ما يضحك"
أول العثرات تجلّت في التعليمات الصادرة التي تقضي "باحتجاز" الأساتذة حتى نهاية الدوام في الدورات التي تابعها فريق منهم وبعد الانتهاء من الشروحات اللازمة التي جاء من أجلها هؤلاء, حيث كانت تقفل الأبواب حتى نهاية الدوام بحجة أن المراقبة مباشرة ومن الوزارة وعلى الجميع التقيّد!!!
...ما علينا, أن الأهمية الكبرى هي للطريقة التي يتم إيصال المعلومة إلى الطالب وتحريض آليات ذلك الطالب في الاستيعاب والاستنتاج وهذا يعرفه, "ويجب أن يعرفه" المدرس الذي تعامل مع الطالب فترة كافية من خلال السنة الدراسية! وتعامل مع المادة التي يدرّسها!!
تبقى مسألة النظر والاعتبار للواقع الاجتماعي والاقتصادي بالدرجة الأولى للطالب وأسرته ...وقد تلّقى العلم في المدارس الرسميّة - مجّانا - وهذا ما رفد ولاؤه للوطن وكوّن شعورا بالامتنان لهذا الوطن .
لسنا في صدد تعداد ما يقّدمه هذا الوطن لأبنائه لكن لابدّ من القول ,أن ترك التبعات تتراكم على الطالب وعلى "معيله" ستحّد من مقدرته بالقيام بدوره في المجتمع ولن يتمكن من التوازن اقتصاديا بعد تراكم التبعات الماليّة في سبيل لتحصيل العلمي.
وفرد يعاني من هذه المتاعب, سوف يعاني أكثر ليعيش في ولاء كامل لهذا الوطن.