كُشف المستور...
وانفض كلٌّ من على وجهه ستار التمثيل ...
بان المحظور ... وأزاح كلٌّ من على صدره ذاك الحمل الثقيل ...
كانت تزعجني ... وأعتذر ...
كنتُ أُحييها .... وأحتضر ...
كنتُ من أجلها ... كلامي مع العصافير المغّردة أختصر ...
كنتُ أجْبُرُ مشاعرها ... وأنكسر ...
كنتُ ... وكنتُ ... وكنتُ ومع كلّ هذا ...
لم تحافظ عليَّ ... ولم تعتبر ...
كانت تزين لي كلاماً من ذهب ...
كانت تقول : لن أدعكِ تذهبين ... لو كياني ذهب ...
وهاهي الآن تشتمُ ذاتي ...
وتكسّر بحروفها القاسية ذكرياتي ...
وتبعثر بلؤمها قاموس مفرداتي ...
قد أعجبها السفر ... كما أعجب سنونواتي ...
واستطابت الهجر ... كما فعلت تأملاتي ...
لماذا إذاً كذبتِ ... وقلت :
إننا سنبقى للأبد صديقان ...
كنتُ أظنَّ أن : ((للأبد )) تعني لوقت الممات ...
ولكن (( الابد ) ظهر أنه أقرب مما كنت أتخيل...
أصبح أقرب لنا من شراييننا ...
وأقرب لي من أشعاري ...
ومن تلك الكلمات ...
قلت أنك مهما حصل وجرى ...
ستبقين قريبة ً ...
فهل كلمة (( قريبة )) تعني خارج النظام الشمسيّ ياترى ؟!...
تتلاقى نظراتنا اليوم ...
فترتعشين استحقاراً...
كأنك قررت فجأة عن رؤيتي الصّوم ...
مازلت أذكر اليوم الأول للقائنا...
مازالت أذكر كل شيء ...
كل كلمة ...
كل زفرة ...
كل نفس ...
أذكرها جيداً ...
أذكر الألوان التي ابتكرناها معاً لسمائنا...
والآن ... أراكِ تبعثرين فرحنا ...
وتسبيّن بلؤم ٍ ...
ببرودة أعصاب ٍ شقائنا ...
والآن ...
عذراً ياقلبي الرقيق ...
فإني والله أكرهها ...
أكره تلك المفردات
التي تخرج من شفاهها ...
محاولة لفت النظر ...
أكرهها وأشك
أن حالتها النفسية في خطر ...
أكرهها...
بعدما قلبي
ذاق المر من سذاجتها...
بعدما على حماقاتها سكت وصبر...
فإني أتمرد اليوم وأكره نفسي
لاني أحببتها...
مسكينة ٌ وهي تزوّر الكلام ...
مسكينة هي ... تحتاج لطبيب ٍ ليعالج ذاك الانفصام ...
بل أنا المسكينة !!!
من كثرة غبائي ...
طننت ُ أني بعدك سأموتن حرقة ً ...
وسأعزف لحن النهاية ...
ولكني عشت ُ ... ومن غباء تصرفاتك نلت الكفاية ...
والآن ... على أوتار بعدك عني ...
أعزف أجمل لحن ٍ للنهاية ...
كانت تقول: أنا لاأحزن ممن أحب !!!
وهاهي بعيدة ٌ الان
تتصرف بلؤم ٍ ...
بغباء ٍ
وخبث ٍ ...
فما الذي يجب أن استنتجه الآن !!!
أنك عمرك ما أحببتني ...
أنك عند أول منعطف ٍ بعتني ... أنك شتتني ...
فشكراً ... لأنك عمرك ما أحببتني ...
عادتْ وقالت :
كل إنسان يعكس ذاته ...
كل إنسان يعرف أصله من تصرفاته ...
فهل أصلك أن تشتميني !!
هل أصلك أن تذهبي في منتصف كلامي وتتركيني ...
هل أصلك أن تحاولي أن تذليني ؟؟
أريد التقاء أباكِ ...
فنعمَ الأصل ِ ... وقد أحسنَ من رباك ِ ...
الآن الحلم آخر مفردتي وأعلن الانشقاق عن تلك العداوات ...
ولن أقول وداعاً ...
فقد توصلت ُ إلى أنك ِ كالشياطين ...
تتبعثرين عند ذكر خالق السماوات ِ ...
وتوصلت أنك لا تستحقين
رحمة ...
و لافرصة ...
ولا كلمة ...
اذهبي بعيداً
ولملمي تصرفاتك الساذجة ...
وأقوالك اللاواعية الطفولية ...
ولاتعدّي نفسك لأن تشمتي ...
فلا تخافي ... لن أحتاج بعدك لطبيب قلبية