news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
ليس لنا إلا الحب... بقلم : نسرين

كان ذلك في بداية أيام الشتاء الباردة عندما كنت متوجهة إلى المدرسة التي أعمل فيها كمدرسة لمادة اللغة العربية ،  حينما اوقفني في منتصف الطريق شاب يركب دراجة نارية ، أسمر اللون و يرتدي معطفا جلديا أسود سألني : أين أجد منزل أحمد الجراح ؟


نظرت اليه مستغربة الأسم، لأنني لم أسمع به قط ... وأحسست بأني رأيت هذا الوجه من قبل ولكنني تجاهلت الأمر

 

و أجبته : لا أدري ولكن يمكنك أن تسأل في الشارع المقابل علك تجد من يعرفه هناك .

 

وتابعت مسيري وأنا أحاول ان أتذكر أين رأيت هذا الشاب ، حينها  أحسست بأن هناك من يتبع خطاي ولكنني لم ألتفت إلى الوراء فقد بدأت أتذكر  بأن ذاك الرجل كان يقف مع صديقتي ايفلين و يتحدث اليها في الأسبوع الماضي واعتقدت يومها  بأن ذاك الشاب هو من طلب يدها للزواج٠٠٠

 

ايفلين فتاة رقيقة جميلة واسعة العينين بشرتها سمراء وشعرها طويل حالك السواد ، متوسطة الطول  وقد أحبت  شابا وتمنته زوجا لها ، ولكنها دائما تقول لي :

 

ما في وحدة بتعرف وين بكون نصيبا ..

 

تكرر هذه العبارة كثيرا على الرغم من أنها أحبت هادي كثيرا وتحس بأنه يحبها ولا يستطيع الاستغناء عنها ولا العيش من دونها ٠

 

بقيت تحبه لفترة طويلة تقارب السنة ولكن عائلتها تعترض على طالبي يدها الكريمة إن لم يمتلكوا بيتا و عملا٠٠٠

 

لقد وعدها هادي بأنه سيبذل ما استطاع ليؤمن لها تلك المطاليب،

 

ولكن٠٠

 

غدر الزمان و صعوبة العيش في هذه الأيام منعته من تحقيق ما تحلم به إيفلين٠٠٠

 

في ذلك الوقت كان قاسم قد رآها في إحدى الحفلات فأعجب بها كثير لأنها كانت في تلك الحفلة جميلة جدا  

 

وحاول ان يتحدث إليها .

 

ولكنه على حسب ما قالت لي ايفلين بأنه خجول ولا يقوى على الاعتراف بإعجابه لها بسبب تردده وخوفه من رفضها له

 

- هي تعرفه من قبل -

 

ولكنها لا تستطيع ان تبني بيتا من وهم ، إذ إنه كل ما سنحت له فرصة للإعتراف بذلك الإعجاب يتردد خجلا و يؤجل اعترافه إلى فرصة أخرى٠٠٠إلى أن لقيت هادي ووافقت عليه وأحبته

 

ولكن الأقدار قد كتبت لها ذلك اليوم العصيب الذي تشجع فيه قاسم بالحديث معها وطلب يدها للزواج .

 

هو شاب موظف ، وقد بنى بيتا جميلا ، يبحث عن فتاة للزواج ، وقد علم بأن ايفلين لن ترفضه لأنه على يقين في قرارة نفسه بأنه يمتلك كل ما تحلم به اي فتاة في هذه الأيام العصيبه٠٠٠

 

أما إيفلين٠٠تلك الفتاة الخائفة من غدر الزمان لها ، لم يفعل لها هادي اي شيء من أجلها . ماذا تفعل؟؟ أتتنتظره؟؟

 

ولكن إلى متى؟؟ وماذا إن لم يفعل شيء؟ ماذا تفعل إن لم يجمع النصيب بينهما؟؟

 

هي تعرف بأن قاسم يود الزواج وتعرف بأنه بحث عنها طويلا ،

 

-كما أخبرها ، فهو يمتلك ذاك اللسان المعسول سريع الجذب والإقناع - تعرف بأن قاسم كان قد أعجب بها في يوم من الأيام وأنه كان ينتظر الفرصة المناسبة لمصارحتها٠٠٠

 

ماذا تفعل ايفلين؟؟

 

هادي أحبته كثيرا ،، وقاسم أقتنعت به زوجا لها .. 

 

من تختار؟؟؟

 

اختارت قاسم لأن العقل يقول لها ذلك ، وتألمت كثيرا على حبها لهادي ولكن ما العمل؟ لقد ملت ايفلين الحياة العذوبية تريد ان تغير حياتها لتنتقل إلى حياة أخرى ، تريد أن تجدد حياتها بالكامل ، فأخبرت هادي بقرارها ذاك ٠٠

 

ولكنه جن جنونه وفقد صوابه فور سماعه القرار٠٠٠

 

لا يا ايفلين ، انا أحبك يا ايفلين ، يا إلهي ماذا تفعلين ؟ لا استطيع العيش من غير حبك..

 

 أنا أعشقك اصبري علي أرجوك ارجوك يا ايفلين لا تفعلي بي ذلك ارجوك انا٠٠٠أنا ٠٠٠

 

حزنت ايفلين وبكت كثيرا إلى ان جاءت إلي لتقول لي ماذا يحصل بها علها ترتاح بالحديث إلي  وتطلب رأي فيما يحصل ٠٠

 

لا أعرف ماذا أقول لك، ولا يمكنني أن أحدد لك من تختارين ، ولكنني إن وقعت أنا في مثل هذه الحيرة  ألجأ لله الواحد الأحد لأنني أثق بأنه لا ملجأ لي إلا سواه ، وحده القادر على كل شيء ٠ فقلت لها : اذهبي إلى المنزل اغتسلي وتتطهري وصلي لله تعالى واطلبي منه الرحمة ومساندتك وتحديد اختيارك ،وانوي نية صافية صادقة  لله عز وجل وانا على يقين بأنك بعد ذلك سترتاحين٠٠٠

 

وفي اليوم التالي استيقظت على صوت رنين جهاز الهاتف تحدثت :

 

- ألو من؟

 

أوه لا سمعت صوت انين حزين وبكاء

 

- من ؟

 

- مرحبا هديل أنا ايفلين

 

- ما بك يا ايفلين؟

 

- أرجوك تعالي الي فأنا حزينة وتعيسة..

 

- ما بك ؟ ماذا حدث؟

 

- أنا أنتظرك أرجوك لا تتأخري فأنا بحاجة اليك

 

- حسنا حسنا أنا قادمة٠٠٠

 

طرقت باب منزلها ، فتح لي أخوها،

 

- مرحبا ، أين أيفلين؟

 

- تفضلي، إنها تتحدث على الهاتف الأرضي

 

- حسنا

 

دخلت ، ورفعت بيدي لها ملقية علها السلام ، وجلست وقد كنت منهكة من مسافة الطريق فقد جئت مسرعة اليها .

 

 (لأنني قد شغلت ببعض الأمور في منزلي وأحسست بتأخري عنها) ٠وبعد هنيهة

 

سمعتها تقول لمحدثها :

 

 إنها صديقتي هديل٠٠٠

 

ولكن لماذا تريد أن تتحدث إليها؟!!٠٠

 

 فقط لتلقي عليها السلام؟!

 

وهل أنت تعرفها من قبل؟!!

 

 ثم نظرت إلي مبتسمة وقالت: قاسم يود أن يتحدث معك..

 

- من؟!   أنا ؟؟!

 

- نعم أنت

 

- لماذا ؟  لا أريد فأنا لا أعرفه ! لم يسبق بأن عرفتني عليه ، ولا أود الحديث إليه !

 

- ولكنه مصر يريد أن يتحدث معك

 

- ماذا يريد ؟؟!

 

- لا أدري خذي وتحدثي إليه ٠٠

 

أمسكت بسماعة الهاتف وقلت بصوت منفعل قليلا :

 

- ألو نعم

 

- مرحبا ، كيف حالك يا هديل .

 

- الحمد لله

 

- أتذكرينني؟

 

- عفوا

 

- أتذكرين الشاب الذي أوقفك و سألك عن منزل أحمد الجراح

 

 ( يا الله نعم لقد تذكرت    أجل لقد تذكرت ٠) ولكنني بقيت صامته لم أجب على سؤاله ، وقلت له :

 

- ماذا تريد؟

 

- أنا أذكرك جيدا يا هديل

 

و هل يستطيع المرء إن رأى عينينك بأن ينساك؟!  لقد أعجبت بك مذ رأيتك وقد تتبعت خطاك وبدأت أسأل نفسي :

 

أأصارحك بإعجابي لحظة رؤياك ؟؟ ولكنني ترددت٠٠وفجأة اختفيتي وبدأت أبحث عنك ولكن لم أجدك .. أين ذهبت حينها؟ لو كنت أعلم بأن لأيفلين صديقة جميلة مثلك ما تحدثت إليها قط ٠٠٠ فقد فوجئت  اذ رأيتك تمشين معها البارحة٠٠٠

 

بقيت صامتة مذهولة ، ماذا يقول هذا المعتوه ؟ انه وقح فعلا ٠٠ و نظرت الى ايفلين مبتسمة ،  لقد علمت بأن الله سبحانه و تعالى قد استجاب لرجائها

 

وأيقنت إيفلين بعدها بأنه لا سبيل لها إلا محبوبها العاشق الذي يحبها و يفهمها٠٠٠

2010-12-23
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)