news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
بين أحلام اليقظة والمنام، وبين الحلم والواقع... بقلم : احمد النجم
syria-news image

 ــ الأحلام غالباً ما تتحول إلى حقيقة

ــ طالما حلمنا وكانت أمالنا كبيرة ودخل الفرح قلوبنا وعند كل محطة كنا نعقد الأمل والرجاء, ونبني توقعات, كنا نحسبها قريبة.


ــ فالحلم جناحان: حلم المنام , حلم اليقظة. أما حلم المنام: فهو واقعي في نصفه ويمكن تحقيقه ووضع خطط لتحقيق أهدافه والأخذ بأسباب مفيدة تعود لمسارها الصحيح وهو خيالي ووهمي في نصفه الثاني. فهذا الحلم هو مجرد مضيعة للوقت ولا مجال لتحقيقه وغالباً ما يصيب صاحبه باليأس والإحباط, فالأول مرغوب أما الآخر فهو منبوذ, وهو حاجة نعيشها في خيالنا وهواجس للترفيه عن الذات.

أما الجناح الثاني: فهو حلم اليقظة ويحدث عندما يكون الإنسان مستيقظاً فيغرق في بحر الأحلام. فالأول يقترب إلى اللاشعور أكثر من الشعور أما الثاني فهو يقترب إلى الشعور أكثر من اللاشعور, فحلم اليقظة ليس من الضرورة أن يعتمد على اللذة بل يكون محفوف بالخطر والخوف, ومفعماً بالغضب فنجد بعض الحالمين اليقظين ينخرطون في معارك أو يرون أصدقائهم تشتعل بهم الملابس.

 

 وبالنسبة للمراهقين فهم يتخيلون علاقات غرامية يمارسونها بالخيال ويصلون إلى قمة الشهوة ولكي تكون هذه الأحلام مفيدة وتدل على صحة نفسية جيدة, فيجب أن تكون خالية من القفزات وان تبدأ بالأهم فالمهم. فالتلميذ مثلاً: يجب أن تدور أحلام يقظته بالدرجة الأولى حول ما يتمنى أن يحققه من تفوق في امتحان آخر العام, ثم تتدرج أحلامه بالتخصص ثم المهنة ثم المستقبل ,ويجب على صاحي تلك الأحلام أن يترجمها إلى سلوك فعلي وإلباسها حلل الواقع الممارس بالفعل, فالتدرج واضح بين الاثنين والطريق مفتوح بين اليقظة والنعاس, وبين أحلام اليقظة وأحلام النوم ,والعلاقة بينهما كعلاقة الغني بالفقير وفي الإمكان إحالة حلم اليقظة إلى حلم نوم, وإحالة حلم النوم إلى حلم يقظة وذلك إن المرء يمكن أن يستغرق في النوم بينما يكون منخرطاً في أحد أحلام اليقظة كما يمكن أن يستيقظ من نومه العميق في أثناء انخراطه في أحد أحلام النوم فيحيل الحلم النومي الذي كان منخرطاً فيه مع استمراره إلى حلم يقظة..

 

 وكما لحلم اليقظة له علاقة بالمنام فأيضاً له علاقة بأمور شتى, فعلاقته مع الحضارة حيث إن الفنانون والفلاسفة يعمدون إلى إحالة الخيال والفكر في مجالات أدبية وفنية والعلماء إلى مخترعات ومبتكرات  وعلاقته أيضاً بالتنويم المغناطيسي وهو فن سيكولوجي يتسنى بواسطته حمل الشخص الذي يراد تنويمه ويسيطر عليه ويوجه إليه الإيحاءات التي تحمل ما يريده وأن يحلم به وهو يقظان فأحلام اليقظة شروط قدرة المرء على تنفيذها وتعبيراً على استعدادات المرء ومواهبه فتكون عميقة لا سطحية, وتمتلك الحرية النفسية فلا تختلط بأحلام يقظة سلبية.

 

  فأصبح هناك خلط بين الحلم والواقع ,فالحلم شيء رائع إن كان موجوداً وإن لم يتواجد فإن طعم الحياة يصبح بلا معنى ,فالحلم هو تكثيف للواقع وإخراجه في صورة ذهنية مختلفة حيث أن الأحلام تختلف ما بين الكبار والصغار لأن واقع الكبار مشحون بالتجارب والإحباطات وبالتالي يكون الحلم مركباً ومعقداً فيصعب فهمه وتفسيره,أما الأطفال فأحلامهم بسيطة وتدور حول ذكرى شيء جميل ومحبب وكأن أحداً قد أدخل السعادة والسرور إلى قلوبهم, فقد يستعيد الطفل أحداث جميلة حضرها أو يحلم بلعبة أحضرها له والده فأحلام الأطفال أقرب ما تكون إلى الخيال فيظن الطفل أن الخيال أقرب من الواقع فيطغى عليه ويتخيل أنه شخصية كرتونية "كسوبر مان" فيحاول أن يطير.

 

  بين الحلم والواقع "هل يتحقق الحلم يوماً ما"؟!

 

وهل هناك أحلام واقعية وأخرى خيالية؟ ولماذا لا يتحقق حلمنا؟

 

  أسئلة كثيرة طرحت على الناس فأطلعونا على آرائهم الشخصية.

 

  إن الأحلام الصغيرة من الممكن أن تتحقق ولكن الكبيرة من المستحيل تحقيقها هذا ما أفادتنا به "هديل", وأضافت إني أحلم وأنا يقظة أن مصيبة ما سوف تقع فيحدث لي هذا.

 

أما "دانية" فقد رأت أختها مناماً أن أختها تتزوج من رجل كبير في صالة كبيرة  فتحقق منامها ولكن بزواجها من شاب ظريف.

 

أضافت "عتاب" أنها كل يوم تتزوج وتتطلق طبعاً في منامها وتحقق الحلم حين تزوجت في المستقبل وطلقت فبقيت في بيت أهلها.

 

ــ أما "روزين" فقد شاهدت مناماً وهو أنها سجلت في الجامعة ولكن تسجيلها قد فشل فحصلت على تعويض وهي في الحقيقة ذهبت إلى المعهد وقدمت امتحان ونجحت, فالمنام نقض الواقع.

 

أما "عتاب" أضافت شيئاً جديداً حين تحدثت عن حلم اليقظة أنه حلم إرادي فهي تحب أن تحلم في أمور تريدها أما الأحلام المزعجة فهي لا تريدها حيث أن الأنا والأنا الأعلى تكون مستيقظة, أما الهو فتكون نائمة هذا في حلم اليقظة أما المنام فإن الهو تستيقظ وتنام الأنا والأنا الأعلى لتحل الهو محلها فتبدأ الدوافع المختزنة تأتي إلى مفكرة الإنسان فتصبح لا إرادية ويحدث المنام ,وأرغب في يقظتي أن أكون صاحبة شأن ومكانة ورفعة أو أن أكون مديرة شركة لمجموعة شركات كبرى.

 

 ــ "فائزة" إن أحلام اليقظة كالسفينة التي يقودها قبطان والأفكار التي من صنع الإنسان تعكس شخصيته فتجلب الإرادة وتأتي إلى ذاكرة الإنسان .

 

أم "منال": في المنام، الأحلام بواطن نفسية وتفريغ للشحنات الداخلية أما حلم اليقظة فهو يرتبط بمدة زمنية فتتحقق الأحلام معي بعد ساعتين أو بضع ساعات على الأكثر.

 

"رنا": في نظري أن المنام هو إلهام فهي أمور آخذة الكثير من الهموم والمشاكل عند الإنسان فتتكون الأحلام أم أحلام اليقظة فهي ذكريات عند الإنسان يأمل في أقرب لحظة أن يحققها ولكنها في أحيان أخرى تكون مرضاً عند الإنسان فتتحول إلى عقدة نفسية.

 

أما "ميادة" في وجهة نظري أن حلم اليقظة جميل حيث أحلم بأن أجلس برفقة الأصدقاء وأن أركب سيارة موديل حديث أما الحلم الآخر فهو مزعج أحياناً ولكنه يكون مريح في مرات أخرى.

 

وقد أيدت رشا صديقتها في أني أحلم في يقظتي أن أدرس وأنجح وأحصل أعلى الشهادات ثم أجد فرصة عمل اما منامي فأحلم دائماً بالبحار والجبال ولكن حلمي لم يتحقق يوماً.

 

أما "بشار" أنا أشاهد أفلام رعب كثيراً فهي لا تزعجني في شيء ولكنني أظن انها تبقى في ذاكرتي فتحصد معها منامات مزعجة, والأحلام التي أشاهدها في منامي لا أقدر على التذكر منها أي شيء في اليوم التالي.

 

يؤكد علماء النفس أن للحلم آفاق رمزية وخلفيات نفسية نحو منهجية علمية دفينة حيث يؤكدون على أهمية الأحلام في تفسير الحياة النفسية  ويعلنون أن تفسير الأحلام هو الطريق الأفضل إلى معرفة خفايا النفس الإنسانية.

 

 فإذاً فإن هناك تعلق شديد بين الحلم وعلم النفس فالأحلام انعكاس لعمليات ذهنية متخفية ولهذا فإن علماء النفس يعطون أهمية كبيرة للتداعيات الحرة ويتركون لها حرية الانطلاق من أجل الحصول على معلومات خاصة بعناصر الحلم التي يمكنها أن تساعد على إدراك المضمون اللاشعوري للحلم, فمن أجل تفسير الحلم فإن الشيء الأول الذي يجب أن نقوم به هو إيجاد العلاقة بين الحالم وموضوع الحلم, وأننا نشاهد رموز كثيرة داخل الحياة الحالمة كنتاج لتجربة لتحليل ومن خلال المعالجة لا يمكنها أن تؤدي إلى تفسير مؤكد.

 

 وكمثال على ذلك حدثنا شخص عن حلم حدث مع إحدى صديقاته وملخصه: أنها خنقت كلباً صغيراً وقد عبّرت عن دهشتها وهي تحب أن تعالج أمور الطبخ فتضطر في حكم عملها إلى ذبح الدجاج والأرانب وهي غير راغبة في هذا العمل فقد لاحظت أنها خنقت الكلب في المنام بنفس الطريقة التي تخنق فيها الطيور فسألها الرجل إن كانت تحس بالحقد تجاه أحداً ما 

 

فأشارت إلى سلفتها التي تزعجها  فيقع الشجار بينهما فطردتها المرأة وقالت لها لا أريد في بيتي كلباً يزعجني فكان هذا خير مثال على أحلام في تحقيق الحياة النفسية.

 

وأضاف علماء النفس في أن الأحلام مواد حيث تتشكل النزعات اللاشعورية فتكون الينابيع الأساسية لصورة الأحلام ويمكن الاستفادة من الاستثارات الخارجية والداخلية في توظيف الحلم فهم يركزون على أهمية العناصر ما قبل الشعورية فأكثر الأحلام يشتمل على عمليات ذهنية تدور أحداثها في ماض قريب فالحلم في صورة مبسطة مزيج من مواد مختلفة (أضغاث أحلام) تتكون من بقايا الاهتمامات اليومية والذكريات الحديثة ومع ذلك يبقى الحلم تحقيق لرغبة لاشعورية والرغبات يمكن أن تكون الحلم بشرط أن تكون مكبوتة في الحدود الدنيا.

 

وقد أشاروا إلى الأمراض النفسية لأحلام اليقظة، ومنها الخيال الضيق حيث يضيق الخيال عند الإنسان فلا يستطيع أن يتوسع في أحلام يقظته إلى آفاق رحبة وعجزه عن ترجمة ما يريد في تفكيره إلى واقع ممارس في سلوكه الخارجي فيظل منهمكاً في أحلام يقظته ووقوعه في مخالب الوسوسة فيتردد إليه عدة خيارات ذهنية وخوفه من توجيه النقد إليه، فإن الشخص الذي لا يستطيع الإبانة عما يدور بخلده من أحلام يقظة إيجابية يكون شخصية هامشية ويفقد احترام الآخرين له بل يفقد ثقته بنفسه.

 

يقول علم النفس لقد كنا فيما تمنيناه نخط على الماء ونبني قصوراً في الهواء وخير مثال الطفل الذي ينشد في الحياة أكثر مما هو ميسور ويعتقد انه سوف يحصل على ما يشتهي وحين يتكلم مدرس عن الجبال التي تغطي قممها الثلوج فيتذكر أحد التلاميذ الرجل الثلجي الذي ساهم في بنائه الشتاء الماضي.

 

وقد وجه التحليل النفسي  عناية كبيرة للأحلام فقد رأى العالم النفسي (صلى): أن التفكير يستمر أثناء النوم غير أنه يكون غير متزن لأن الجهاز العقلي لا يكون عندئذٍ قائماً بأداء وظيفته ولكن (فرويد) عالم النفس الشهير  أضاف، الناس يدركون أن بين الرؤى وأحلام اليقظة عناصر مشتركة فظروف حدوثها متشابه إذ تحدث عندما ينسحب الناس من العالم المحيط بهم وينسونه كما يحدث عند النوم أو  انشغال الفكر وينتهي حلم اليقظة بنوع من الاستيقاظ قد يكون أقل درجة من الاستيقاظ العادي من النوم.

 

 ودل استخدام (فرويد) في حالات أخرى على انه ما من فرد يستطيع أن يطبقها على نفسه بنفس الدقة التي تكون ممكنة إذا ما قام بها شخص آخر غير صاحب الحلم وهذا رد على التحليل الذاتي فإن المحلل الماهر مهما أوتي من مهارة يحتاج في ظروف عادية إلى عون شخص آخر كي يستطيع سبر أغوار مدلول أحلامه الخاصة صحيح انه يستطيع الكشف عن أشياء كثيرة بنفسه، ولكنه لن ينجح في تحليل نفسه نجاحه في تحليل غيره.

 

واكتشف (فارندونك): أن جميع أحلام اليقظة تدور حول الذات ومهما كانت درجة كثافة القناع في الصورة التي يظهر الحلم فيها فإن ذلك الحالم يكون دائماً الشخصية المحورية في الحوادث التي يبتدعها لنفسه ويشبه كل حلم من تلك الأحلام أقصوصة أو مسرحية قصيرة  يكون البطل فيها هو الحالم نفسه وهنا نرى وجه شبه آخر بين الرؤيا وحلم اليقظة إذ يتفق جميع المشتغلين بدراسة الرؤى على أن الشخصية المركزية فيها هي شخصية صاحبها فالرؤى وأحلام اليقظة إذاً ذاتية المركز  وأن هذه الأحلام على اختلافها الكبير يمكن إرجاعها إلى نوع واحد يمثلها جميعاً.

 

كذلك فإن لأحلام اليقظة علاقة بالحب العذري حيث يتخيل الفتى المراهق صورة ملائكية عن الفتاة أو المرأة التي أخذت قلبه واستولت على مجامع عواطفه.

 

يقول (جيمس دريفر) في قاموس علم النفس أن أحلام اليقظة عبارة عن نمط من الخيال يسمح الفرد من خلاله لعقله أن يتجول بهدف ما بين الصور الخيالية الملذة بقصد إشباع رغباته التي لا تجد لها إشباعاً في الحياة الواقعية فهي عبارة عن تفكير يقصد منه اجتلاب اللذة فقد يسبح الحالم اليقظان بخياله فيما سبق أن حدث له من وقائع أو فيما قام بينه وبين غيره من علاقات تتسم بالخوف أو أحدثت له رعب وقد يجول بخياله مواقف مر بها أحدثت له حرجاً نفسياً وحزناً عميقاً أوفي مشكلة فلسفية كما يفعل (سقراط) وعائلته.

 

ــ قبل أن يداهمنا المستقبل فيفقدنا توازننا وقبل أن تتضاعف أثر صدمة المستقبل علينا فنفقد الصلة بالواقع والقدرة على التعامل معه وقبل أن تتبدد قدرتنا على التمييز بين الحقائق الثابتة وشطحات الأحلام علينا أن نتلمس معالم التطور القادم في مختلف نواحي الحياة ونتهيأ لاستقباله وعلينا أن نتعرف كيف نتعود التنازل عما استقر عليه يقيننا بالنسبة لكثير من المسائل التي لم نكن نتصورها يوماً فقد أصبح هناك خلط بين الحلم والواقع، فالحلم شيء رائع إن كان موجودا،ً وإن لم يتواجد فيصبح طعم الحياة بلا معنى فما أجمل أن نحلم وما أجمل أن يرتبط حلمنا بأمل وإصرار على تحقيقه لأننا كثيراً ما نصطدم بواقع مرير بعد حلم جميل ونعود لنقول قدر الله  وما شاء فعل فلا بد أن نتحدى الظروف والعواقب ونلجأ إلى الله عز وجل لتحقيق هذا الحلم الجميل قبل أن يتدخل الشيطان ويقلبه إلى كوابيس وظلام.

 

 فأحلام الأمس هي حقائق اليوم

                               وأحلام اليوم هي حقائق الغد.

 

وهكذا يصبح هناك خلط بين الحلم والواقع وقد يصبح الحلم حقيقة .

2010-12-24
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد