تلك الأمةُ فقدت من ينهض بها رَغمَ أنها لمْ تفقد مَا تنهض به، إنها أُمة هى الأعظم والأشرف كونها تملك المنهجَ الذي ارتضاه الله تعالى، وأسوتها فيه سيد الخلق محمد ﷺ .
كما قال تعالى : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي
رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ
الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) (الأحزاب : 20) .
فعجباً لتلك الأمةِ التي بحثت لدى أعدائِها عن حلول لمشكلاتها ، وَهَي تَملك ذلكَ
لنفسها بل ولأعدائِها ، لَمْ يكن ذلكَ الخطأ من محض صنيعهم ، ولكن هَذا الفعل
إنَّمَا هُوَ من فِعلنا حينما فَرطنا في كتابِ ربنا وسنةِ نبينا ، ولَمْ يكن أصلُ
العلاج فقط مَا اجتهدَ الناس فيه من مقاطعِة الأعداء ، وسبهم ، والتظاهر بالاعتراض
عَلَى قبيحِ فعلهم ، وإن كانَ ذلكَ لا مَحالة لَهُ شأن في ردهم، ولكنه لا يكفي ،
ولعل مَا مضى من دروس يُحيِي فينا عزيمةَ أن نقاطع كلَّ من عادي اللهَ ورسولهَ ،
وأن نعمل عَلَى أن يكون لنا كيانٌ قوي يكفينا ويكفي غيرنا .
نعم إنْ العلاج إنْ لَمْ يبدأ من ذواتنا وبُيُوتَنَا ، ومساجدنا وصلواتنا ،
ومعاملاتنا وسائر أحوالنا فبئس الحل الذي نرجوه (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا
بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) (الرعد : 10).
ولابد أن يكون لهذه الجماهير الغفيرة رد فعل أمام ما يحدث من الاعتداء على القدس
الشريف والمسجد الأقصى المبارك يجب أن يكون هناك رد فعل من قِبل الدولةَ المسلمة
أمامَ ما يحدث وإلا لا خير في مسلم لا ينصر دينه ومقدساته ونقول لكل من تجبر عَلَى
أراضي المسلمين كيف استعبدتم الناس وقد ولدتهُم أُمهاتُهُم أحراراً ، ويحق لي أن
أقول لنفسي إذاً .
هذا صواب يا بني،
وهل تقول سوى الصواب ؟؟
أعداؤنا مثل الذئاب
ونحن نصطاد الذئاب
بيقيننا نمضي ونهزم كل شك... وارتياب
وإلى متى هذا السؤال؟... وعندنا نحن الجواب
سنسد باب الظلم يا ولدي... ونفتح ألف باب