news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
تحليل أخباري في نيويورك تايمز :تعقيدات الحرب في سورية...ترجمة: محـمد نجدة شهيد

كنت أقف قبل أسبوعين على الحدود السورية الإسرائيلية في مرتفعات الجولان، وكتبت بعدهامقالة قلت فيها أن هذه الحدود هي اليوم"ثاني أخطر" منطقة حرب في العالم بعد شبه الجزيرة الكورية. وأود الآنأيها السادة مراجعة وتعديل هذه المقالة.
فبعد أن شاهدت مراسم افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، حيث سارالرياضيون من كوريا الشمالية والجنوبية في الأسبوع الماضيإلى أرض الملعب معاًفي استعراض محبة . وبعد أن شاهدتأيضاً إسرائيل وهي تسقط طائرة بدون طيار إيرانية أطلقت من سورية، وتقوم بقصف قاعدة إيرانية فيها فقدت على إثرهاواحدة من طائراتها من طرازF-16بصاروخ سوري ، وبعد أن قتلت الطائرات الأمريكية مجموعة من "المتعاقدين" الروس الذين اقتربوا جداً من قواتنا في سورية، أصبحت الآن اعتقد أن الحدود السورية الإسرائيلية اللبنانية هي أخطر منطقة في العالم الآن.
 


أين يُمكنك في غير سورية أن تجد مثل هذه التعقيدات :قوات سورية وروسية وأمريكية وإيرانية وتركية أو مستشارين يقفون وجهاً لوجه على الأرض وفي الجو ،جنباً إلى جنب مع المقاتلين الشيعة المؤيدين لإيران من العراق ولبنان وباكستان وأفغانستان،ومقاتلين أكراد من شمال سورية موالين للولايات المتحدة، وبقايا داعش ، ومجموعات مختلفة من المعارضة الموالية للسعوديين والأردنيين المناهضين للحكومة السورية من المقاتلين السنة، و بالإضافة إلى وأنا هنا لا اختلق ذلك "المقاولين" السلاف الموالين للحكومة السورية الذين ذهبوا إلى سورية للدفاع عن روسيا الأم ضد "البرابرة المجانين" كل مجموعة في مواجهة الأخرى؟


وكما ذكرت صحيفة الواشنطن بوست، "في غضون أسبوع واحد في الأسبوع الماضي، فقدت روسيا وتركيا وإيران وإسرائيل طائرات بفعل نيران معادية" في سورية.لقد اُخترع مصطلح "برميل بارود" خصيصاً لهذا المكان. وحتى مصطلح "ساحة المعركة ثلاثية الأبعاد"لا تعبر بشكل كاف عن تعقيدات هذا المكان . إنها ساحة حرب متعددة الأطراف تتطلب حاسوباً عملاقا ًلفهم هذا العدد الذي لا يحصى من اللاعبين ، ولفهم التغييرات في التحالفات وفي خطوط الصراع.
ولكن إذا كانت هذه القصة عصية على الفهم وتركتك مشوشاً حول ما يجب أن تكون عليه السياسة الأمريكية، فاسمح لي أن أحاول تبسيطها لك قدر الإمكان .


تقول الأخبار السيئة والجيدة حول الحرب في سورية أن جميع الأطراف المعنية تسترشد بقاعدة ثابتة واحدة: عدم التورط لدرجة تصبح فيها سورية حربك بشكل حصري. بل أن تكون مشاركتك فيها لفترة محددة فقط بحيث يُمكنك الانسحاب منها في نهاية المطاف. ويريد كل طرف تحقيق أقصى قدر من مصالحه وتقويض تأثير منافسيه في نفس الوقت عن طريق وضع عدد قليل من جنوده في ساحات القتال وتعريضهم للخطر ، والاعتماد بدلاً من ذلك على القوات الجوية وعلى المرتزقة والمسلحين المحليين من أجل تحقيق الأهداف المنشودة.


لقد تعلموا جميعاً روسيا من أفغانستان وإيران من الحرب الإيرانية العراقية وإسرائيل من جنوب لبنان والولايات المتحدة من العراق وأفغانستان أن شعوبهم لن تتسامح مع أعداد كبيرة من أكياس القتلى العائدة للوطن في أي حرب برية في الشرق الأوسط .
ويريد الرئيس بوتين أن يكون قادراً على إخبار الروس بأن "روسيا تعود للساحة الدولية" كقوة عظمى وبأنه قد أصبح صانع الملوك في سورية، لكنه لا يريد أن يعرض أي جنود روس للخطر في ساحات القتال. وبدلاً من ذلك، يستخدم بوتين إيران لتوفير القوات البرية وتجنيد المقاولين مثل الفرقة السلافية بواسطة شركة روسية خاصة تدعو اغنر للقتال والموت في سورية كما مات منهم العشر اليوم 7 شباط الجاري في غارات جوية أمريكية بالقرب من دير الزور غرب الفرات .
وتقوم إيران، التي شهدت مؤخراً انتفاضة شعبية تطالب الحكومة بإنفاق أموالها في الداخل وليس في سورية، بالتعاقد بشكل فرعي على الحرب البرية التي تعاقدت فيها روسيا و إيران مع وكلاء إيران ـ حزب الله ومختلف المقاتلين الشيعة من العراق وباكستان وأفغانستان . وبهذه الطريقة تستطيع إيران السيطرة على سورية واستخدامها كقاعدة أمامية للضغط على إسرائيل بطريقة "البيع بالجملة" وليس بـ"التجزئة ".


وتقوم القوات الخاصة الأمريكية بتسليح وإسداء المشورة للمقاتلين الأكراد من شمال سورية في القتال ضد داعش.


وتستخدم تركيا المقاتلين السنة لمحاربة نفس الأكراد. وتستخدم كل من السعودية وقطر والأردن مجموعات مختلفة من المقاتلين السنة لمحاربة قوات الحكومة السورية المتحالفة مع إيران والمقاتلين الشيعة الموالين لها، وتستخدم إسرائيل الذراع الطويلة لقواتها الجوية.


في عام 2003 كتبت مقالة في الفترة التي سبقت إطاحة الولايات المتحدة بصدام حسين التي أيدتها وحذرت فيها: "القاعدة الأولى في أي غزو للعراق هي قاعدة متجر الفخار: إذا حطمت قطعة فخارية ستدفع ثمنها . نحن حطمنا العراق ، وها نحن ندفع ثمن ذلك الآن".


وكذلك هو الحال اليوم في سورية ، فإن القاعدة الملزمة هي: "إذا كنت تملك الشيء فقم بإصلاحه". ولأن لا أحد يريد أن يتحمل بمفرده المسؤولية عن إصلاح سوريةـ مشروع ضخم ـفكلهم يريدون فقط الحصول على النفوذ هناك بشكل مؤقت.
وهناك سمة معاصرة من هذا القرن تتسم بها هذه الحرب.ولكن هذا أمر مؤلم بالفعل . وهو يعني أنه ليس لدى أي من الأطراف المحلية ما يكفي من القوة أو الموارد أو الرغبة في التوصل إلى حل توافقي لتحقيق الاستقرار في سورية من القاعدة إلى الأعلى، كما ولا يوجد في نفس الوقت أي طرف خارجي مستعد لاستثمار ما يكفي من القوة والموارد لتحقيق الاستقرار من الأعلى إلى القاعدة .


"الخبر السار" هنا نوعاً ما ، ونظراً لأن الجميع "خاسرون" في سورية، أنه من غير المرجح أن يتصرف أي طرف بشكل متهور. ومن المرجح أن يستمر الإيرانيون وحزب الله في وخز ونخز إسرائيل ، ولكن ليس لدرجة دفع الإسرائيليين ليقوموا بما يستطيعون القيام به، وهو تدمير كل حي من أحياء حزب الله في لبنان وضرب إيران بالصواريخ ، وتعلم إسرائيل في نفس الوقت أن شريط التكنولوجيا الفائقة على طول سهلها الساحلي سوف يُدمَّر بالصواريخ الإيرانية في هجمات معاكسة.


الأتراك لا يريدون حرباً مع أمريكا. أمريكا لا تريد حرباً مع روسيا، والروس يريدون فقط أن يشفطوا من سورية قدر ما يمكنهم من النفط ، واستخدامها كقاعدة وداعم للغرور الذاتيبدون اشتباك مع أحد لأن روسيا في الحقيقة أضعف بكثير مما تبدو .
ربماسوف يتعب اللاعبون في نهاية المطاف ويقوموا بصياغة اتفاق لتقاسم السلطة في سورية كما فعل اللبنانيون في عام 1989 لإنهاء حربهم الأهلية. ولكن ذلك تطلب من اللبنانيين مع الأسف 14 عاماً للعودة إلى رشدهم .ولذلك يجب أن نكون مستعدين لسماع المزيد من الأخبار عن سورية.


الصحفي توماس فريدمان . نيويورك تايمز .الأربعاء 14-2-2018.
الرابط: https://www.nytimes.com/2018/02/13/opinion/syria-israel-most-dangerous.html
 

2018-02-20
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد