أطلقت العملية العسكرية الكبرى الهادفة إلى السيطرة على كامل محافظة درعا مدينة و ريفاً من الجماعات المسلحة وأدواتها، بعد النجاح في تطهير مخيم اليرموك والحجر الأسود من الإرهاب والإرهابيين وسيطرة الجيش على الحدود مع لبنان والحدود مع العراق ، ويهدف من ورائها إلى تحقيق أهداف تتجاوز المكاسب الميدانية بحدّ ذاتها إلى مكاسب سياسية قد تكون حاسمة في إقفال ملف الحرب في سورية.
أن هذه المعركة تكتسب أهميتها من كونها معركة الحدود الثالثة التي ينوي الجيش السوري خوضها، كما أنها تنهي بشكل غير قابل للشك أي محاولة إسرائيلية لإنشاء منطقة عازلة في الجنوب لذلك فإن السيطرة على محافظة درعا ستؤدي إلى تأمين محافظة دمشق، نظرا لقرب درعا من دمشق، بالاضافة للسيطرة على الحدود السورية الأردنية وإعادة فتح معبر نصيب التجاري، ومن الممكن أن تمتد معركة درعا إلى ريف القنيطرة المحاذي مع هضبة الجولان المحتلة، وبالتالي السيطرة على جميع الحدود السورية في الجنوب السوري و انهاء التواجد المسلح في كامل المنطقة الجنوبية من سورية .
فما نراه اليوم من إنجازات وإنتصارات يمثل ثمرات لما غرسته أيادي الشهداء، ولم يعد
إجتثاث الإرهاب وطرد الجماعات المتطرفة من سورية مستحيلاً، بعد أن قدم الجيش السوري
وحلفاؤه بسالة منقطعة النظير أمام القوى المتطرفة والمجموعات المسلحة الأخرى، هذا
الأداء البطولي لمحور المقاومة بقيادة دمشق أمام تنظيم مدعوم من طرف الغرب وحلفاؤه
من العرب يعطي إنطباعاً كبيراً إنه بإمكاننا تحرير كل شبر من الأرض السورية،
وإنطلاقاً من ذلك تبدو المهمة الأمريكية الإسرائيلية في سورية عسيرة وغير قابلة
التحقيق، حيث يصعب عليها تمرير مشروعها، بسبب التقدم الكبير للجيش السوري ولذلك
فلا يبدو أمام أمريكا وأعوانها من خيار للخروج من هذا المأزق الذي أوقعت نفسها به
سوى التوصل لحل سياسي وإنضمام الجماعات المسلحة للمصالحة، والتي ستكون على غرار
اتفاقيات الغوطة و ريف حمص الشمالي ، وذلك عبر استسلام المسلحين وتسوية أوضاع من
يرغب و خروج الرافضين للتسوية وإطلاق سراح المخطوفين.
لا شك أن العملية العسكرية التي أطلقها الجيش السوري وحلفاؤه في الجنوب هي بالغة
الأهمية من حيث توقيتها، وتؤكد على جهوزية الجيش السوري للتحرك على مختلف الأراضي
السورية، وأكدت المصادر العسكرية أن العمليات القتالية تمضي بخطى ثابتة نحو الهدف
المخطط له من القيادة العليا للجيش السوري بالتنسيق مع الحلفاء لاسيما بعد تحرير
مواقع إستراتيجية عدة قريبة من درعا خلال الأسابيع الماضية، والتي تشكل بوابة
التدخل الغربي في سورية، وبالتالي كل هذه الإنجازات غيّرت الموازين العسكرية على
الأرض لصالح الجيش السوري. فالحقيقة التي يجب أن ندركها بيقين أن المنطقة مقبلة على
تغييرات كبيرة كون معركة درعا معركة حاسمة بالنسبة لجميع الأطراف ونتائجها ستنعكس
بشكل كبير على نتائج المفاوضات السياسية، و كذلك على مستقبل سورية والمنطقة بأكملها.
مجملاً ...إن سورية اليوم تحدد النظام الإقليمي الجديد وتعيد رسم خارطته السياسية،
فبتحرير درعا الكامل ينفرط عقد الإرهاب بشكل متسارع، وسيعم النصر في كل ربوع سورية،
وأختم بالقول... إن سورية على موعد مع النصر ولا يفصلها سوى خطوات قليلة من زمن
اللحظة التاريخية التي تفوح بدماء الشهداء الذين سقطوا على كل الأرض السورية حول
قضية واحدة هي تحرير سورية من براثن الإرهاب وكف يد العابثين بأمن الدولة السورية
واستقرارها.