من بين قضبان السنين أهاجني........
شوقٌ إلى زمن الطفولة في سفر........
بيني وبين الذكريات مواثقا........ً
خطتها في الأعماق أقلام القدر........
لأعود أدراج الرياح لغرفتي........
و أغوص مابين الدفاتر والصور........
وأقلب الأوراق مثل حمامة........ٍ
تشتاق أن تلقى المآذن والشجر........
فأرى على أرض الطفولة طفلة........ً
عيناها تلمع مثل أحداق الدرر........
أختي التي كانت تهلل بسمتي........
وتجفف الدمع البريء إذا انهمر........
ويعانق المشط الذي في كفها........
شعري الذي عشق الشقاوة وانتثر........
وتقول لا تعبث بثوبك يا أخي........
ودع الأذية والجوارح والحجر........
واترك حماقات الطفولة إنها........
ترمي بعينيك الصغيرة في خطر........
فأرى بعينيها البريئة دمعتي........
والقلب من وهج الحنان قد انشطر........
وأخي يضايقني ويتبع خطوتي........
وأنا ألاطفه لأهرب في حذر........
وأحط في ركب الرفاق بمفردي........
ألهو وقلبي بين أصحابي انغمر........
نلهو ونسهر مثل نجمات المسا........
حتى نمل من الملاهي والسهر........
أمي تنادينا بصوت رجائها........
عودوا إذا حل المساء على الأثر........
عودوا ولا تلقوا الكآبة في دمي........
إني أخاف من المساوئ والضرر........
وأظل في ركب الخيال مسافرا........ً
حتى أرى ضوء الصباح قد انتشر........
وأعود من ركب الخيال لغرفتي........
لأرى تصاوير الطفولة والصور........
وتظل تلك الذكريات رفيقتي........
لحنٌ ستعزفه الليالي في وتر........
لأرى على خد المساء براءتي........
وأرى بوجه طفولتي وجه القمر........
فإذا الشتاء على الأحبة يغتدي........
لأرى طيور الحب تهرب في سفر........
وأقبل الآثار في مطر الشتا........
أثر الأحبة تحت أقدام المطر........
تلك المراسيم التي قد عشتها........
خطفت على كف الليالي في كبر........
فوجدت في دمع الطفولة عبرة ً........
كم عبرةً ذرفت بدمعتها عبر........