قرأت مقال أنت طالق وقد أثار حفيظتي لأنه أخذ يحلل من وجه نظر الرجال وفقط من زاوية واحده ولكن أليس هناك رجال ظالمون للنساء وكانوا السبب في الطلاق لماذا هذا التحامل على النساء وكأنهن السبب الوحيد للطلاق .
لا أنكر أن من أسباب زيادة نسبة الطلاق في المجتمعات العربية هي النساء وطلبات النساء ولكن أيضا هناك أفعال الرجال تكون السبب وراء الطلاق وأظن والله أعلم من أن أكبر سبب لزيادة نسبة الطلاق هو محاولة كل طرف أثبات خطأ الطرف الآخر دون أن ينظر إلى أخطاءه وتقصيره تجاه حقوق الآخر .
فالرجال يطالبون النساء أن تصبر على أفعالهم وتتحمل معهم وهم مقصرون بحقوقهن الزوجية من الحديث دائما عن الزواج الثاني وأنه حلال ومن حقه ألم يقل الله تعالى ( ولن تعدلوا ) ألا تخاف على نفسك من أن تكون ظالما وسوف يحاسبك خالق الكون ولا أريد الخوض في موضوع الظلم فجميعنا يكره الظلم .
وهناك نسبة من الرجال إذا لم يفكر بالزواج من الثانية تجد حياته فيها الكثير من العشيقات والأحاديث عن الصديقة أليس من حق الزوجة أن تكون مخلصا لها أم انه حق لك أن تكون زوجتك مخلصة لك وأنت تخرج وتتحدث مع من تريد من النساء .
ومن الرجال من يريد أن تفكر زوجته بنفس طريقته وعليها أن لا تخالفه الرأي أبدا مهما فعل أو تصرف وأن يفعل ما يحلو له وما على الزوجة إلا الموافق وقسم منهم اخذ بمنطق ( شاورهم وخالفهم) وذلك من منطلق ناقصات عقل ودين هل هذا المنطق يدل على أن الرجل ذو تفكير راجح ويتمتع برأي سديد لا والله فكل من يفكر بهذه الطريقة ما هو إلا غبي لم يفهم من الدين إلا ما يريده ومن الدينا لا ما يحبه أليس هناك الكثير من النساء كان السبب وراء نجاح أزواجهن .
وأصبح هناك زمرة من رجالنا للأسف ليسوا برجال فتجد المرأة تخرج من منزلها كيفما تريد ومن دون رقيب أو حسيب وليس من حق الزوج أن يبدي رأيه ( لأنه تنازل عن هذا الدور) حتى أصبح ذلك حق لكل مرآة برأي الزوجة المتسلطة
أما نساؤنا فالحمد لله منهن الكثير ذوات عقل راجح ودين وخلق ونفتخر بهن أما الملأ ولكن هناك بعض من النساء شوهت هذه الصورة وللأسف أن هذه الفئة من النساء في تزايد وذلك لأن النساء ( وليس جميعهن ) تنظر إلى الأخرى وتقلد فعلها وتعتقد أنها تفعل ما هو من حقها وأصبح حق لها أي أمر تفعله أي أمرآه أخرى ولم تعد تريد أن تصبر على زوجها أو وضعه وذلك بذريعة أن النساء ظلموا من بداية التاريخ وكأنه من حقها الأخذ بثأر النساء والاستفادة هي وحدها من الظلم الواقع على النساء.
وما على الزوج إلا تلبية طلباتها ورغباتها ونسيت أو تناست أن كل زوج له القدرة الجسدية والفكرية و المالية المحدودة ولن يستطيع أن يقدم لها كل ما تتمناه وأن واقع الحياة أثقل كاهله وأصبح الحصول على المال صعب وتكاليف الحياة كثير وتصبح هي هما فوق همه وأن تأخر في تلبية طلب لها تتهمه بأنه زوج فاشل وعليه أن يجد الحل لتلبية طلباتها وأن يحافظ على مستواها الاجتماعي وكأن المكانة الاجتماعية ما هي إلا نوع السيارة أو الهاتف أو الملابس ونسيت أن العقل زينه كل شيء والعقل الراجح أساس السعادة وكم من النساء نسيت حقوق زوجها عليها وهي كثير.
ولقد نسيت النساء أن تفكير الرجل جاء من تربية المرأة له فكيف تريد المرأة أن تربي طفلها وتريد أن تعمل لتثبت ذاتها وأنها قادرة على العمل مثل الرجل وتركت تربية الأطفال للأطفال أو المربية وغالبا ما تكون من بيئة ثانية ولا تناسب العائلة وأخلاق العائلة ( تستثنى كل النساء اللاتي يعملن لمساعده الرجال في تدبير الأمور المالية للعائلة وأقول لهن أنتن قدروه ومثال على مساندة الزوجة لزوجها)
أما الطامة الكبرى في محاولة أثبات كل طرف حق القوامة لمن هي رأي الرجل أن القوامة مطلقه له وليس عليه أخذ رأيي المرأة والمرأة ترد عليه أنه القوامة ليست للرجل و إنما هي نصف المجتمع ورأيها يجب أن يكون ذو صفة تنفيذية مثله.
لقد أطلت الموضع عليكم ولكن لا يكفي مجلد في شرح المشكلة وحلها بين الرجل والمرأة وهذا المقال قطرة من بحر عن وضع الأزواج ولكن الحل بسيط وإن من قال أن المرأة نصف المجتمع والرجل النصف الآخر قد ظلموا الطرفين أنما هما كيان واحد يجمع بينهما التكامل والانسجام وأن يلعب كل منهما الدور الذي خلقه الله له وأن يبحث كل منها عن العيوب التي به قبل أن يبحث عن عيوب الآخر ويحاول أصلاحها أصلح نفسك قبل غيرك .