دخلت مسرعا إلى غرفتي و أغلقت الباب خلفي و بدأت أخرج الملابس من خزانتي الصغيرة فأنا محتار في أمري ماذا أرتدي ؟؟
هل ألبس ذلك القميص الذي اعتادت على رؤيته لعلها لا تعرفني بدونه......
و هل سأغير من شكلي ماذا أفعل ........ هل أقص شعري أم أقوم بتمشيطه و حسب ؟؟؟؟
لا أعرف فأنا بالكاد أستطيع التركيز و لكن كيف حدث كل ذلك ؟؟ فكل ما أستطيع تذكره أني استيقظت على جرس الهاتف و إذ بها صديقتها نعم إنها هي فأنا أعرفها جيدا و أخبرتني بأن شخصا يريد مقابلتي ليعبر لي عن حبه و اشتياقه و أن ذلك الشخص هو من أحبه و أحب لقياه
أتذكر وقتها أني بالكاد استطعت النطق بالحروف فقد ضعت في بحر الخوف و السعادة لكنها أكدت لي أن الموضوع حقيقي و أني لست أحلم .....
ما زلت أذكر أول مرة رأيتها كانت أشبه بالملاك بل هي الملاك بنفسه و ما زلت أذكر كيف عبرت لها عن مشاعري فاعتذرت ببساطة لأنها تحب شخصا آخر
و الآن تغير كل شيء ، أربع سنوات من العذاب تنتهي بمكالمة هاتفية دونما أي عناء
ارتديت ملابسي و خرجت ، و لا أدري أكنت أمشي أم رياح الشوق تحملني
وصلت إلى الموقف و صعدت إلى الحافلة التي اعتادت رؤيتي كل صباح و كأني أصعدها لأول مرة
جاء رجل طاعن بالسن أجلسته مكاني فتمتم بكلمات لعله كان يدعو لي ،نظر إلي متبسما و كأنه عرف إلى أين أنا ذاهب
نزلت عند متجر لبيع الورود ، دخلت ، فاستقبلتني صاحبة المتجر بابتسامة تشبه لون الورد الذي تبيعه ، أخذت عيناي تبحر في أنواع الزهور الموجودة ، أيها يا ترى تليق بمولاتي ، صاحبة القلب الذهبي
و بينما أنا في حيرة صنعتها أصناف الورود الجميلة و أشواق قلبي الكبيرة إذ بعيوني تراقص ورقة التقويم المعلقة على الحائط " الأول من نيسان "
الآن اتضح كل شيء
اشتريت باقة من الورود و ذهبت بها إلى أمي فقبلتني و دعت لي بالحياة السعيدة