يخاطب الإعلام الرياضي شريحة كبيرة من الجماهير المحبة والعاشقة للرياضة عامة ولكرة القدم خاصة وقد جرت العادة أن يكون العاملين في هذا المجال ممن شغفهم سحر المستديرة واستلذوا بنشوة انتصارات فرقهم المفضلة وروعة تألق نجومهم وربما مشاركتهم الشخصية في صنع إنجازات رياضتهم الوطنية كعرابين وحاضنين لهذا الإنجاز إن حصل .
في أحيان كثيرة يلجأ البعض للعمل في هذا المجال كون هامش حرية التعبير فيه أكبر وأوسع مما قد يتيحه العمل في الإعلام الإخباري السياسي أو حتى الاجتماعي أو الاقتصادي ولكون ساحته أكثر سهولة للاختراق إضافة لما يجلبه للكاتب أو المقدم من نجومية وتألق بحسب التفاعل الجماهيري مع المادة المقدمة والحدث الرياضي الذي يغطيه والجماهيرية المتزايدة لعشاق الرياضة وأخيرا مهنية هذا الكاتب أو المقدم وطريقة جذبه للقارئ أو المشاهد .
هذه النجومية قد تجر الإعلامي الرياضي إلى خطأ متكرر فينسى أو يتناسى بأن مسئوليته الإعلامية لا تختلف عن مسؤولية مقدم نشرة الأخبار أو برنامج حواري سياسي أو اجتماعي وأنه يخاطب شريحة متنوعة الانتماءات فيتحلل من أمانته المهنية ويجري وراء عاطفته الرياضية ليبتعد عن الشفافية وينحاز إلى لونه المفضل أو حتى إلى اللون الذي يزيد متابعيه أو أنصاره ضاربا عرض الحائط بأدبيات العمل الصحفي والإعلامي .
برامجنا وصحفنا الرياضية المحلية الرسمية والخاصة لا تزال دون مستوى نظيراتها العربية كمّاً ونوعاً ورغم ذلك يشهد المهتمين بالشأن الرياضي تفوق الإعلام الرياضي الرسمي على الإعلام المحلي الخاص فهو بعيد عن ضغوطات الربح والخسارة المادية فلا يحتاج لإثارة الفتن بين الشرائح الرياضية المتنوعة لجذب الجمهور إضافة إلى التزامه بعقيدة الدولة في الحفاظ على وحدتنا الوطنية وزرع المحبة والألفة بين أبناء الوطن الواحد فلا كرة تفرقهم ولا همّ يحزنهم فالرياضة أولا وأخيرة سعادة وتسلية وتربية فشكراً إعلامنا الرياضي الوطني الرسمي قد لممت شملنا .