السلام عليكم...
أحبّت اللغة العربية..فقررت الخوض في محيطها اللامتناهي, لتكون من المتفوقات في سنين جامعتها,ويشاء الله أن تُخَير بين مدرسةٍ ابتدائية أو خدمة في الريف, قررت اختيار المدرسة الابتدائية, لكونها قد غدت أماً ولها أطفالٌ ثلاثة..
تابعت مسيرة التدريس لصفي الخامس والسادس بضميرٍ لطالما أثنى عليه أهل الطلاب..فكانت تتلقى عبارات التقدير والمديح علّها تخفف عنها عبء تركها تدريس المرحلة الثانوية رغم سنين خدمتها وإفنائها عمرها في تعليم الصغار مبادئ لغتهم..فكانت لهم الأم والمعلمة..
طلابها أصبحوا أطباء وطبيبات..آباء وأمهات..وبعد مرور السنوات..تدرس هذه المدرّسة المتواضعة..الصف الخامس..ويصادف كون ابنها في نفس الصف ..تُجري هذه المدرّسة اختباراتٍ تقويمية لطلابها بين الفينة والأخرى..ومستويات الطلاب تتفاوت طبيعيا,,حتى ابنها لا يحصل على العلامة التامة, بل على ما يستحقه..
إلا طالبة متفوقة,دائمة الحفظ والفهم والدراسة, تحصل على علاماتٍ شبه تامة دائماً..مما يثير غيرة بعض رفيقاتها..
لتأتي أم إحداهنّ..وتنهال بالصراخ والشتائم على تلك المدرّسة القديرة..لكن قدرة الله أكبر..حيث دافعت عنها موجهة المدرسة والمديرة والمدرّسات..وتعود الأم بخفّي حنين..
لكنها لم تكتفِ بذلك..بل وصلت بطريقة ما إلى الرقابة والتفتيش لتشكوها .. لكن سمعة الإنسان الصالحة أكبر سيفٍ يذود عنه وقت الظلم..
أمّاه...!! لا تجزعي... فثوابك عند الله كبير.. وهأنذا أخطو خطاكِ.. وذاك شرفٌ كبيرٌ ..كبير..!