news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
فشة خلق
وزير التربية من فضلك إحمل حقيبتي عني!! ... بقلم : مصطفى
syria-news image

كان عنوان هذه الرسالة التي وصلتني عبر الإيميل هو .. وزير التربية من فضلك إحمل  حقيبتي عني..

لفتني العنوان كثيرا لكن وأنا اقرأ نص الرسالة أو القصة شعرت بغصة كبيرة وضعت أحد أطفالي مكان تلك الطفلة التي جعلت دموعي تكاد تنهمر..


وجعلتني أسأل نفسي :

هل من الممكن للسيد وزير التربية أن يقرأ تلك الرسالة ؟

هل من الممكن أن يقوم أحد بإيصال تلك الرسالة ؟

أنا لا أعرف إن كانت القصة واقعية أم محض خيال

لكني أعرف أنها واقع مرير يشتكي منه أولادي خاصة والأولاد البقية عامة, أعود بكم للقصة وهي وصلتني كالآتي:

وزير التربيه المحترم ..

أنا طفلة أدعى فوز ..

كان قدري أن أدخل المدرسة هذه السنة وأقع في فخ التعليم المطوّر الذي سيصيبني بعجز في عمودي الفقري بعد أيام قليلة !!

تخونني كل جمل التعبير التي قد يصيغها لساني الصغير في وصف سعادة والدَيَ صباح الأحد أول يوم دراسي ..

كنت أرى بابا يشع بريق الفرح من عينيه وقد سارع بأخذ أسبوع إجازة كي يشارك أمي الإهتمام بأخي أثناء مرافقتها لي للمدرسة فأنا ابنته البكر وأول أفراحه ..

شرع يصورني تارة فجأة وأنا ( أُقلد رغد الوزان تارة ) وأنا أحتضن حقيبتي الفارغة سوى من قلم ومرسام وعلبة تلوين ومصروف مدرسي وبعض الطعام وأنا أبتسم سعادة

تغمر قلبي تارة أخرى ..

كنت سعيدة بالمدرسة ولم أخف عندما شاهدت أناس لم أراهم سلفاً ..

معالي الوزير عذراً لا تتملل فأنا لم أكمل ما الذي حصل بعد !!

لم أخبرك أنني كدت أطير فرحا عندما أعطتني معلمتي كتبي المدرسية واخذتها ماما وأنا أحاول عبثا حملها فهي ملكي أنا ..

عُدت للمنزل لم أستطع عد كتبي !

لكني سمعت أبي يقول لأمي إنها 14 كتاب أو ربما 13 !!

بدأت أتعلم كم عددها قبل أن أفكر  بتصفحها  فأنا لم أحظى بفرصة دخول الروضة وليست المشكلة هنا .

المشكلة في أنني أملك جسد طفلة لم تتجاوز ربيعها الأول وحالتي طبيعية جداً حسب وصف الأطباء وحينما حاولت حملها بكل ما أوتيت من قوة لم أستطع أن رفعها !!

أخبرني سعادتكم هل تملك وقتاً في التفكير في معاناتي وكيف عليّ أن أحمل حقيبتي كل صباح ؟!!

أم ستبقى إبنه جارنا ( شهد ) تحمل حقيبتي كل يوم !!

وهل برأيكم سيدي مكان الحقيبة في الدرج الذي خصصته لي سيستوعبها؟

عذراً وزير التربية !!

أتُحملني وزن كتب طالبة في الصف الأول ثانوي !!

لمتى سيبقى الحال مع سياستكم هذه ؟

لمتى سيظل الكم أهم من الكيف ؟

لمتى ستظل الوزارة تزيد كتباً وتزيد رعباً لأطفال المراحل الأولى ؟

ما رأيك في طريقة التعليم المتبعة في اليابان والتي أثنيتم عليها سعادتكم؟

ولمتى ستظل الوزارة مصدرا للأمراض النفسية لطلاب الصفوف الثانوية ؟


عذرا معالي الوزير فلا تسألني عن حب المدرسة أو حب الوطن فلم أزل أجهل عدد كتبي وكم أرقامها

ومازال هاجس حملها ينتابني كل صباح

عذرا سيدي  ليس لدي أمل في أن تجيب على أسألتي لكن لدي طلب صغير :

هلا حملت عني حقيبتي !!

إنتهت الرسالة..


2011-01-12
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)