تطرق الأقلام أبوابي...
وتشدني السطور لنبض أوتار حروفها
ويختفي الحزن من دفاتري..
برهة لتطل ابتسامة شفتيها
من خلف ألحاني ..
من بين دفات الزمن
تخطفني وترمي بي في ردهة أحلامها
جاهلة بأني لم أتعلم السباحة في أحلامي..
في خفايا الحكايات الكثيرة
في أوراق عتيقة
في أحلام الحقيقية
في كل دفة خشب نثرتها أمواج عاتية
فوق الرمال
وعلى حافة المشاعر
ونأتها حبيباتها الصفراء
فوق مسطرة النسيان
عند خيط الوصال القصير
عند حبال الخلافات الطويلة
آآآه منك أيتها الأيام النقية
لونت سمائي بالغيوم الرمادية
وأمطرت أرضي بقبلات شهية
فوق غاباتي الممتدة في لحظاتك
والمعترضة في ساعاتك
وسط كل دقة
كل رمقة .. كل نظرة.. كل زهرة
بنفسجية
علها تثمر بذوري
وتندى وريقاتي القادمة بحبها..
بأملٍ يرفع أشجاري
وسعادة تغمر حدائقي المنسية
ولو أنك أيتها الأيام أخبرتني
عن حنانها .. بل جنانها
أبوابها .. وديانها وسهولها..
عن كل زهرة تقفز لمستنشقها
وتندى لناظرها
عن كل مغارة يعبق بالياسمين عطرها
بل عن كل كهف
يضيع به العاشق المتيم لقربها
أما علمت من غابر الزمان
بأن الأرض تبتسم
وأن السماء تغني
أم أنك نسيت رقص الجبال
و نهوض الجذور
إذا ما مر بالنسيم طيفها..
لو أنك أخبرتني عن تغريد
سوى تغريد العصافير
عن شفاه لا تعلم الأكاذيب
وعن ملائكة تراها العيون..
ونسمات يحيى بها الفؤاد
المفتون..
لو أنك أخبرتني..
لو أنك أخبرتني..
لنسجت من نبض ساعاتي
أوردة حمراء
علها تنبض بحبها
فشرايين قلبي عاجزة
أن تحتمل بعض وصفها
فتخرج من معازفها..
ولحملت على كل لحظة
.. كل هنيهة تمر بناظري
زهرة لمعذبتي
من لون عيني أقطفها
لأجمع من زماني وروداً
ضاقت الدنيا عن بذورها
وأي زهر تهديه لبساتين رمادية
زرعتها يد الخلاق
في أبهى حلة بصرية..
فألقت بكل نظرة سهاما أبدية..
رمت بها عاشقاً
تاه في بعدٍ أردى أفراحه
هموماً..
وأسواراً تعلو الهمم وتنهى..
عن كل بسمة أنثوية..
لتتفرد بالعشق امرأة
أسميتها زهرتي الرمادية..