الأصدقاء الكاذبون كالأصداء هم يفترسون ، يلتصقون في الجسد بقوة ويجلبون وباء بطيء الهم والنكد والموت ... يمتصون الدم في الخيانة المعلقة بالابتسامة الكاذبة
أقدس الصداقة بمعناها الحقيقي غير المتجرد من مصدره "الصدق" ... أتساءل دوماً إلى أين سيصل الكاذبون؟
إلى طريق مفترق ، أم إلى وجوه تشبههم ! أتساءل مراراً عن " سوق الأقنعة" التي تباع فيها أقنعتهم ؟
فيا تُرى من هم هؤلاء البائعون؟؟؟
ولماذا يختارون هذه التجارة الدنيئة بالذات؟؟؟!!!
أقنــــعة جميــــلة المنظر لكنها وللأسـف قبيحة المحتوى يختبئ خلف ستائرها أناس تخلو مشاعرهم من الانسانية ، لا دستور لهم أبداً في الأخلاق الحميدة ، يمتطون بمهارة فائقة جواد الابتسامة التي يعشقها الناس ذوو الأخلاق الرفيعة ... وما أصعب من أن يشعر الإنسان الصادق يوماً وبعد فترة ما من الزمن اكتشاف من لبس وتستر عليه بقناع مزيف داااااام لسنوات .... ولامس خد ذلك الانسان المتستِّر بذلك القناع الذي ابتسم له؟؟؟!!!!
لم الكذب ! لماذا يخشون قول الحقيقة! لماذا يراكمون ذنوباً كجبل من تراب؟
أكره الكذب ككرهي لإبليس ... وأكره الكذابون الذي يحترفون الكذب بشكل سلس من دون أي ارتباك ويوهمون من يكذبون عليه بأنهم صادقون شريفون .... عجباً كيف يسامحون لسانهم عندما ينطقون بحروف سوداء لا تعرف للصدق طريق ... طريقها عوجاء؟!!
الكذب طريق إلى نـــار لاهبة ، يعتريه لاحقاً الندم ومن ثم يعتصره الألم .... وما أصعب هذه اللحظات الكذب طريق لا يرحم القلب الطهور ... ولكن حبل الكذب مهما طال له نهاية ينتهي عندها ، فما من كذبه إلا وتُكشف ولو بعد حين ، وليعلم صاحب الكذبة بأنه منافـــق لا يُرحم.
للأسف الشديد أصبح النفاق هو شعار الكثير ... يجعلون الناس يثقون بهم ثقة عمياء ويتَّبعِون قلوبهم الســوادء المشبعة بالحقد والغيرة ... وماذا يكون جزاء هذه الثقة اللعينة! طعنـــة في الظهر مع ابتســــامة قبيحـــة إنهم لأشبه حقاً بالذئاب المترصدة لفريســـاتها ، ينشبون مخالبههم الحادة في القلوب ...
والمزعج أكثر من ذلك كله أنهم يتعاملون مع مَن خدعوا ... ويتظاهرون بالبراءة وكأن شيئاً لم يكن ، ويســــتمر التمثيل ....
فالصداقة صخرة صامدة قوية تقف في وجه الرياح العاتية لا يحطمها أبداً إلا مطرقة الكذب والخيانة
وفي النهاية أتوجه إلى الناس الذين صادفتهم في حياتي ولبضع سنوات و الذين شعارهم الكذب والنفاق لكي أقول لهم : بأنّ أكاذيبكم ونفاقكم وللأسف وما شابه ذلك مكشوفة عندي (حبال الكذب لا بد من أن تنتهي) ، ولكنني لا أعاتب ولا أكشف لكم أكاذيبكم ، لأنني لست بحاجة من أن أوطِّد العلاقة معكم ... بل ألتزم الصمت مع أخذ الحذر ومحاولة الابتعاد قدر الإمكان رويداً رويداً مع محاولة نسيان تلك الأيام التي قضيتها معكم فيكفيني صداقتي مع صديقتي الصدوقة وأختي ورفيقة دربي وقبل كل ذلك معلمتي
لماذا....؟ لماذا الكذب والنفاق ؟؟؟ لماذا لا يكون الصدق شعارنا في كل أمورنا والصراحة تتوج أفوالنا في مواجهة الأخطاء البسيطة من سوء تفاهم أو ما شابه ذلك بيننا