رقصت تلك الضفيرتان على أكتافها الصغيرة وبدا خداها كوردتي جوري انتزعتا من أقرب حديقة كانت سعيدة جدا لترى أباها يرقص
"بابا يرقص لم نتعلمها يا أمي في دروس القراءة لكنني أراها واضحة كالشمس "
"نعم يا حبيبتي إنه يرقص لأن نسورنا قد طارت في سماء الدوحة"
ومن هم نسورنا يا أمي ؟
لم تكن تلك الطفلة لتعرف بأن النسور هم رجال من ياسمين وصلوات وقناديل دموع ورضى الأمهات لم تكن لتعرف بأن القنديل في بيتنا الكبير لا يكفيه القليل من الغاز والكثير ممن الصلاة ليتوهج نصرا وفرح وزغاريد بنات
أه يا ماما بابا يبكي
"على العموم بابا يبكي درسناها كثيرا وحفظناها أكثر"
"يبكي يا طفلتي لأن النسر طار لكنه لم يحلق بعيدا."
ولماذا يبكي ذلك الرجل على التلفاز يا أمي؟
يبكي لأنه أبكانا جميعا.
عند المساء كانت وسادة تلك الطفلة مبللة بدموع مهدورة وعلى دفتر مذكراتها المرسوم بالفراشات الملونة كلمات مرسومة بخط أبوي حزين
"لم يطر النسر في الدوحة لكنه سيطير في غابات الأمازون "