عندما تسفك الدماء
وتغدو السهول بيداء
تتكسر أجنحة العصافير
تموت السنابل .تجفّ الينابيع .تُحرق المآذن.
وتحيى الشياطين
كيف أصبح الإنسان وحشاً؟
أم كيف؟.
نخل الفرات صار نعشاً
حدائق بغداد امتلأت قبور
حلّ الظلام هنا
وحلّ الغراب هناك
موتٌ...قتلٌ...تشريدٌ وهلاك
إليك يا كربلاء يأخذني الحنين
فالشّمس لم تعد تشرق
وبلاد الرافدين
أمام العيون تُحرق
كنوز أجدادنا
وراء البحار صارت
شريعة الغاب حلّت...غيوم السماء جفّت
وسيطر الجهل والصراخ والأنين
يا شعب العراق الأبي أصمد
لا بد للحق أن يعود
والدماء يوماً ستنبت
سنابل وورود
وعدوكم.-.كما وعد الله -
إلى الجحيم مورود
بأيديكم ستمحون غبار السنين
الفرات سيحيى من جديد
فطيور دجله لم تنسى التغريد
وأحفاد حمو رابي سيعودون أبطالاً
يصنعون من رمال الصحراء زيتاً
ليضيئوا القنديل
ومن دم الشهيد حبراً
ليسطّروا التاريخ
بمجد الغار وعطر الرياحين
ستطيب كل الجراح يوماً
وتسمو معها الأرواح دوماً
ليعود عراقنا شامخا كما عرفناه
بلد الشرائع والقانون
ديوان للشعر والفنون
عندها سنفخر أننا ذاهبون
إلى بلاد الرافدين